languageFrançais

2018.. هل هي سنة السطو على البنوك ؟

يبدو أنّ عمليات السطو على البنوك تحوّلت إلى ظاهرة جديدة تهتز على وقعها مختلف المدن التونسية، وحديث وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وإن كان بعضها يحمل طابعا إجراميا، فإن للبعض الآخر خلفية إرهابية يمكن إدراجها في إطار ما يطلق عليه لدى الجماعات الإرهابية بـعمليات ''الاحتطاب''.

ستّ عمليات سطو مسلّح على عدد من فروع البنوك في العاصمة والجهات شهدتها تونس في 2018، آخرها اليوم الأربعاء 19 ديسمبر 2018، حيث اقتحم شخص ملثم فرعا بنكيا في منطقة حلق الوادي بالعاصمة وتمكن من السطو  على مبلغ مالي تحت التهديد باستعمال سلاح بلاستيكيّ، وحسب المعطيات الأولية فإنّ العملية فردية ولا تحمل طابعا إرهابيا.

أقل من أسبوع يفصل هذه العملية عن سابقتها التي شهدتها معتمدية سبيبة من ولاية القصرين وتحديدا يوم الجمعة 15 ديسمبر، في حين كانت العملية إرهابية صرفة نفّذها إرهابيون مسلحون مستعملين أسلحة كلاشنيكوف وقاموا بالاستيلاء على مبلغ 320 ألف دينار.

وهذه العملية ليست الأولى التي تعيش على وقعها ولاية القصرين، إذ قامت مجموعة إرهابية أخرى بالسطو المسلّح في وضح النهار على  فرع بنكي وسط المدينة باستعمال الأسلحة ذاتها في غرة أوت الماضي .. وهما عمليتان نفّذتهما الجماعات الإرهابية المتحصّنة في جبال القصرين وتمكّنت خلالها من الاستيلاء على مبالغ مالية هامة قبل أن يلوذ منفذوها بالفرار، في ولاية تعيش على وقع الإرهاب منذ سنوات ويفترض أنها تحظى بتواجد أمني مكثّف على درجة هامة من اليقظة! 

كما عاشت العاصمة على وقع 3 عمليات سطو مسلّح على فروع بنكية لعلّ أشهرها كانت في جهة المنار 2، أين تعرّض فرع بنكي يقع قبالة مركز الأمن الوطني وفي منطقة تعجّ بالحركة، إلى عملية سطو مسلّح في شهر جويلية منفّذها عون سجون وإصلاح.. وفي وضح النهار أيضا ! 

كما تعرّض فرع بنكي في ضاحية قمّرت قبل شهر إلى محاولة سطو من قبل شخص يحمل الجنسية الأمريكية تمت السيطرة عليه من قبل أعوان وموظفي الفرع ، وقد تبيّن أنه يعاني من اضطرابات نفسية.

وفي نوفمبر، قام شخص بإشهار سلاح أبيض في وجه موظفي فرع بنكي في جهة لاكانيا دون الاستيلاء على أموال وليكتفي بإفتكاك هاتف أحدهم قبل القبض عليه وإعلان وزارة الداخلية أنه مضطرب نفسيا بدوره.

تواترت عمليات السطو المسلّح على البنوك في وضح النهار وهو ما يدعو وزارة الداخلية للتفكير جديا في وضع خطة أو استرايتيجة لحمايتها وتأمينها بشكل أفضل إما عبر تركيز دوريات قارة أو الاستعانة بأعوان متدرّبين خصيصا لتأمينها وحراستها لانّ الظاهرة أصبحت "مقلقة".

أميرة عكرمي