languageFrançais

شرف الدين: مستقبل صناعة مكونات السيارات رهين شراكات استراتيجية فعالة

أكد نائب رئيس الجمعية التونسية لمصنّعي مكوّنات السيارات عماد شرف الدين، في تصريح لموزاييك، أن تطوير القطاع يرتكز اليوم على بناء شراكات استراتيجية حقيقية تقوم على اتخاذ قرارات فعّالة، وليس على مجرّد شراكات شكلية، بما يضمن دفع عجلة النمو ومواكبة التحولات العالمية في صناعة السيارات.

وأوضح شرف الدين، أن الجمعية تتعامل مع أكثر من 280 شركة حول العالم، ويعمل ضمن منظومتها ما يفوق 100 ألف مختص، ما يفرض اعتماد مقاربة تشاركية متقدمة تُعزّز التكامل بين الفاعلين وتُسهم في رفع تنافسية القطاع.

قطاع مكوّنات السيارات

وأشار عماد شرف الدين، إلى أن تنقّل الكفاءات نحو أوروبا، لا سيما إلى دول مثل ألمانيا وفرنسا وتونس، أتاح فرصًا واسعة للتعاون، مبرزًا وجود تقارب متزايد بين الخبرات التونسية والجهات الأوروبية، إلى جانب شراكات مع مؤسسات في إفريقيا وأوروبا لمعالجة تحديات مشتركة.

وشدّد شرف الدين على أن قطاع مكوّنات السيارات يُعد من القطاعات الحيوية التي تتطلّب معايير دقيقة في الإعداد والتطوير، مؤكدًا أن التقدّم فيه لا يمكن أن يتحقق دون الاستثمار في الكفاءات الهندسية والتقنية، واعتماد التكنولوجيا الحديثة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الهندسية.


الكفاءات الهندسية الوطنية

وفي السياق ذاته، أبرز أن تونس تمتلك رصيدًا مهمًا من الكفاءات الهندسية، حيث تخرّج منها أكثر من ألفي مهندس يعملون اليوم في مختلف دول العالم، معتبرًا أن هذا المعطى يُمثّل ميزة تنافسية تسعى الجمعية إلى استثمارها عبر التعاون والشراكات الفعّالة.

وكشف شرف الدين عن انخراط الجمعية وشركائها في تطوير حلول مبتكرة في مجالات الطاقة، والقدرة الشرائية، والتكنولوجيا الذكية، إلى جانب الشروع منذ فترة في تصنيع مكوّنات مرتبطة بالسيارات الكهربائية، وهو مجال وصفه بالواعد.

اعتماد مقاربة تشاركية

وأكد محدثنا أن تونس تمتلك إمكانات حقيقية في مجال التنقّل الكهربائي وتطوير أنظمته، لافتًا إلى نجاحات تحققت في الحلول التقليدية، مع توجّه متسارع نحو الحلول الكهربائية والهجينة، وهو ما يستوجب تعزيز البحث والتطوير والمساهمة الفعلية في الابتكار.

كما أشار ذات المصدر، إلى العمل على تطوير البرمجيات المساندة، واعتماد مقاربة تشاركية تقوم على الاستماع لمختلف الأطراف وحل الإشكاليات التقنية بشكل جماعي، مع إيلاء أهمية خاصة للدراسات والتقييم والمراقبة المستمرة لتحسين الأداء.

وعلى الصعيد الإفريقي، لفت شرف الدين إلى تنامي حضور القطاع في مشاريع الطاقة الكهربائية المنزلية، من خلال توفير حلول عملية تُستخدم في عدة دول إفريقية وتُسهم في تحسين جودة الحياة، مؤكدًا تسجيل نمو ملحوظ في الطلب على الطاقة والحلول التقنية الحديثة.

وختم بالتأكيد على أن العمل المشترك، وبناء الشراكات الفعّالة، والاستثمار المستدام في الكفاءات، تمثل الركائز الأساسية لتحقيق تنمية مستدامة في قطاع مكوّنات السيارات.

 

صلاح الدين كريمي 

share