languageFrançais

بن حمودة: يجب تحويل الأزمة إلى فرصة حقيقية لإعادة بناء الاقتصاد

تحدّث حكيم بن حمودة وزير المالية سابقا والخبير الاقتصادي في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 21 سبتمبر 2020 عن الوضع الاقتصادي الحالي والحلول المقترحة للتنشيط الاقتصادي في الفترة القادمة.

وأكّد أنّ مؤسسات الدولة التونسية منذ الاستقلال كان لها دور هام وأساسي في التفكير الاقتصادي وبناء الرؤى الاقتصادية وكانت سبّاقة في هذا المجال بين دول العالم "على سبيل المثال سنة 1957 أربعة تونسيين مجازين في الاقتصاد التفّوا حول الهادي نويرة وقرروا إطلاق عملة وطنية لإنهاء مرحلة الفرنك الفرنسي وبناء اقتصاد وطني وهو ما نجحوا فيه". 

وشدّد بن حمودة على ضرورة وضع برنامج إنقاذ اقتصادي حقيقي، مستدركا أنّ برامج التنشيط الاقتصادي الذي تمّ الإعلان عنه يتطلّب ندوات صحفية ضخمة على غرار ما يحدث في العالم لإعادة ثقة المواطن في قدرة الدولة على تحسين الأوضاع "لكن في تونس لا أحد سمع بهذا البرنامج ومرّ مرور الكرام والمفروض التعبئة الكاملة للمجتمع لأننا نعيش أزمة لم نعشها سابقا ...نحن في حالة حرب ويجب على كل مواطن ومسؤول كلّ من موقعه أن يساهم في بناء برنامج فعلي لإنقاذ الاقتصاد الوطني". 

وقال ضيف ميدي شو "لست بناقد للحكومة أو لطيف سياسي معيّن فقط أتحدث عن وضع اقتصادي خطير يتطلب تكاتف كل القوى والأطياف خاصة أن كل الدراسات التي أعدها خبراء أظهرت أن 2021 قد تكون سنة أصعب اقتصاديا من 2020 ".

وأشار وزير المالية السابق إلى توصّل الخبراء إلى سيناريوهين محتملين إمّا الهبوط الكبير والبقاء في أرقام سلبية على شكل حرف L أو الهبوط ثم الصعود على شكل V "وكل سيناريو رهين القرارات الجدية والانطلاق في إصلاحات فعلية والتفكير في كيفية تحويل الأزمة إلى فرصة حقيقية لإعادة البناء وصياغة ".

وأقرّ حكيم بن حمودة أنّ أغلب بلدان العالم أخذوا من أزمة كورونا نقطة انطلاق لبناء منوال تنموي جديد لهذا على السلطة التنفيذية برأسيها (رئاسة الجمهورية والحكومة) اتخاذ قرارات موحّدة وجديّة للخروج من  الأزمة، لافتا إلى أنّ الحل يكون أوّلا عبر إعداد مؤتمر وطني يضمّ كل الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية لطرح كل المواضيع وتحديد كيفية الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية، وثانيا إعداد برنامج جدّي ومرقّم للخروج من الأزمة يمتدّ على 3 سنوات يطرح الأرقام الحقيقية والرسمية للقيام بالتشخيص الصحيح.

ودعا الخبير الاقتصادي إلى أنّ يكون شعار المرحلة الحالية "جعل الأزمة الصحية والاقتصادية والسياسية الخطيرة نقطة انطلاق لبناء تونس الجديدة التي عجزنا عن بنائها في السنوات الأخيرة"، مشدّدا على أنّ الاقتصاد التونسي شهد تطورا كبيرا خارج مؤسسات الدولة "ولا يمكن إعادة البناء بإحياء القديم وما ينقصنا اليوم مشروع جامع يضم السياسيين والقوى السياسية ويفتح آفاق" حسب تعبيره.