languageFrançais

2019 تحت مجهر ميدي شو

يودّع التونسيون عاما مضى  ويستعدون لإستقبال عام جديد على أمل أن يكون أفضل من سابقه وأن يتحقّق ما لم يتسنّ تحقيقه  في السنة الماضية.


طيلة 365 يوما عاش التونسيون على وقع أحداث عديدة ومختلفة سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا، إختلف الملاحظون في تقييمها.


برنامج ميدي ميدي شو اليوم 31 ديسمبر 2019 خصّص للعودة على حصيلة عام 2019 وأبرز التحديات المطروحة في 2020 على مختلف المستويات في ظلّ صعوبات إقتصادية واجتماعية وسياسية وسط حلة من الترقب للإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة.

 

آمال قرامي الباحثة والمفكرة والأستاذة الجامعية في الدراسات الإسلامية والدراسات الجندرية

وتعتبر الدكتورة آمال قرامي الباحثة والمفكرة والأستاذة الجامعية في الدراسات الإسلامية والدراسات الجندرية أنّ تونس عاشت في 2019 ديناميكية في جميع المجالات، وهي بالنسبة إليها اختبار وتمرين على ممارسة الديمقراطية وتعديل كفة حرية التعبير.


وترى بأنّ 2019 شهدت انجازات أثبتت تميز التونسيين ولكن سياسيا هناك صعوبات وتراجع في أداء النخب السياسية مع مسار متعثّر، مشيرة إلى وجود شبه اجماع انّ 2019 كانت بمثابة المرآة  التي عرّت العجز والإخفاق. 


كما إنتقدت عودة جدل حول بعض القضايا ''الهووية'' التي تعتبرها هدرا للوقت وتعيد مخاوف الإستقطاب الثنائي وارتفاع منسوب العنف اللفظي.


وبخصوص أهمّ حدث بالنسبة إليها في 2019، ترى قرامي أنّ الإنتقال السلس للسلطة بعد وفاة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي كان الأبرز، مشيرة إلى أنّه كانت توجد تخوفات من أن يتعطّل المسار مثلما راهنت على ذلك بعض الأطراف الخارجية، وفق تصريحها. وتابعت ''في نهاية الأمر حكمة التونسيين تغلبت''


وعلى مستوى الإنتخابات التشريعية وما أفرزته من تنوّع كبير في تركيبة البرلمان ترى آمال القرامي أنّ ذلك سيكون عائقا في مسيرة البلاد، موضّحة أنّ المؤشرات الأولية لا تنذر بخير وتحديدا على مستوى الخطاب السائد.


وحول إنتخاب قيس سعيد بنسبة فاقت السبعين بالمائة، قالت آمال القرامي إنّ ذلك يعكس رغبة في تغيير الوجوه التي اعتادها التونسيون والملل من الوجوه التي احتلت المشهد السياسي والإعلامي وربما يكون الرهان على إنسان غير معروف ومنحه فرصة لعله يقود السفينة.


كما ترى في ذلك بحثا عن الخروج عن النسق بشخصية تبدو غير فكهة وغير مرنة وتمثل الصرامة وتبحث عن الضوابط، وهو أيضا تمثّل لسلطة القانون: ''رجل القانون الذي يمتلك العصا السحرية لفرض  سلطة القانون''

 الجمعي القاسمي: كاتب ومحلل وسياسي


بالنسبة للكاتب والمحلل السياسي الجميعي القاسمي فإنّ تداعيات وارتداد ازمات 2019 سستواصل في عام 2020 وسيكون لها صدى على العام الجديد.


ويرى بأنّ ''الأزمة العامة التي تردت فيها النخبة السياسية سنجدها حاضرة بقوة في 2020''، كما يعتبر أنّ هناك عود إلى خطاب ''خلنا أنّنا تجاوزناه'' وتراجع عن بعض المكاسب. 


ورغم ذلك يرى أنّ هناك بعض الإشارات الإيجابية في 2019 قد يكون أبرزها الانتقال السلس للسلطة بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي.


وبالنسبة إليه تبقى الإنتخابات الرئاسية والتشريعية من أهمّ أحداث العام 2019، حيث أسفرت الرئاسية عن انتخاب رئيس فاجئ توقعات الأطراف الداخلية والخارجية، فيما أسفرت التشريعية  عن مشهد ''موزاييكي''.


ويعتبر أنّ هذا البرلمان الفسيفسائي سيكون عائقا كبيرا ولا يعكس طبيعة التحديات بالنسبة لتونس. ويرى أنّه لن يكون بإمكان هذه المؤسسة التشريعية أن تتقدم بقوانين من شأنها خدمة مصلحة الناس والبلاد على المستويين الإقتصادي والإجتماعي و''ننزلق تدريجيا في مربعات أخرى نحن في غنى عنها''
 
وبالنسبة لإنتخاب قيس سعيّد، يعتبر القاسمي أنّه تصويت على قاعدة ردّ الفعل واختيار شخص ليس له ماض مع منظومة الحكم، وحصوله على نسبة التصويت العالية يبدو وكأنّه استفتاء شعبي وهو ما يجعل مسؤوليته كبيرة وجدا وعليه اثبات أهليته لهذا المنصب. ولكنه يعتبر أنّ الرسائل الصادرة عن رئيس الدولة تبدو إلى غاية الآن سلبية وفق قوله.


محمد الجويلي: أستاذ وباحث في علم الإجتماع


أمّا الباحث في علم الإجتماع محمّد الجويلي فإنّ الإرتباك واللايقين كانا أبرز سمة في 2019 في علاقة الدولة بالمجتمع حيث ''لم نستطع إرساء عقد اجتماعي جديد والقضايا متشابهة منذ الثورة إلى الآن.. حتى تشكيل الحكومات تتكرر بنفس العملية ونفس الأسلوب''


 وتابع ''لا وجود ليقين ولرؤية استراتيجية واضحة وغياب الطمأنة النفسية وهذا ما يؤدي إلى حالات عنف تؤدي بدورها إلى صراعات جديدة.. تكون أسبابها تافهة جدا''


وإنتقد عدم إرساء المحكمة الدستورية التي يعتبرها صمام أمان ويحمّل المسؤولية في ذلك لجميع  الأطراف. ويعتبر أنّ  المؤسسات ما تزال في حالة وهن.


وبالنسبة لأهم حدث قال الجويلي إنّ الإنتقال السلس والإنتخابات ووفاة الولدان في مستشفى الرابطة، تعدّ من أبرز أحداث العام.

وبالنسبة للتنوع في تركيبة مجلس نواب الشعب، قال الجويلي إنّه لا يعتبر ذلك عائقا، وأضاف: ''نحن في حاجة إلى معرفة حقيقتنا وعيوبنا من أجل الإصلاح ... الديمقراطية صعبة والإيجابي فيها أنّها تمنح الفرد القدرة على الإحتجاج على المنتخبين ومعاقبتهم بآلية الإنتخابات''


وبخصوص إنتخاب قيس سعيد بتلك النسبة المرتفعة من الأصوات، يرى الجولي أنّ ذلك يكشف عن وجود ''حنين للنسب المرتفعة وحنين لما قبل 2011، و هناك إشارة قوية إلى الرغبة في النظام الرئاسي القوي''، ويحمل هذا الإنتخاب دلالة مفادها أنّ ''الناس تبحث عن منظومة قيمية معينة ويعكس خوفا من ليونة المنظومات القيمية''.