languageFrançais

رافع الطبيب: ليبيا وضعت كلّ المنطقة على صفيح ساخن

تحدّث رافع الطبيب الجامعي والباحث والخبير في الشؤون السياسية في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 16 ديسمبر 2019 عن الوضع الراهن في ليبيا وتصاعد التوتر والصراعات القائمة.

وأكّد أن الوضع الليبي أصبح غير "ليبي ليبي" بعد تدخل القوى العظمى على غرار روسيا وأمريكا، مضيفا "اليوم نحن أمام حرب قد لا تكون للقوى الليبية أي قدرة على التحكم فيها".

وأشار الطبيب إلى أنّ الحرب لم تعد شرق ضدّ غرب لأن 90% من ليبيا في يد الجيش الليبي أي المشير خليفة حفتر بعد التقدم في الأشهر الأخيرة إثر انقلاب التحالفات القبلية، مبينا أنّ حفتر يحظى بدعم مصر والإمارات والسعودية وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة أمّا السراج فيتلقى دعما من تركيا وقطر وايطاليا و الاتحاد الأوروبي.

وشدد ضيف ميدي شو على أنّ تونس لم تغير تموقعها إلى الآن ولم تحسن التعامل مع كل الطيف الليبي وتجلّى ذلك في لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيّد بفايز السراج الذي يتمتع بالشرعية الأممية "كنت أتمنى أن يلتقي أيضا بخليفة حفتر الذي يمتلك 90% من المناطق الليبية وتونس مطالبة بأن تكون في صف "الحصان الرابح" عندما تنتهي هذه الحرب". 

واعتبر الخبير في الشؤون السياسية أنّ مصالح تونس لا تكتفي بلقاء السراج لأنها خطوة مبتورة "وبلادنا مطالبة بالمحافظة على نفس مسافة من جميع الأطراف  خاصة أن الوضع الراهن معقد جدا، ومهما كانت المعركة غدا ستكون مرحلة إعمار ليبيا وهناك من قاموا بكتابة أسمائهم للمشاركة في إعادة بناء ليبيا ورصدوا مشاريع لإعادة تأهيل السكك الحديدية والمواقع الإستراتيجية والنفطية على سبيل المثال"

واستغرب رافع الطبيب من الاستغناء عن تونس في الندوة الدولية حول ليبيا التي ستعقد في برلين بداية 2020 في المقابل تمتن دعوة مصر والإمارات وتركيا وايطاليا والاتحاد الأوروبي ومؤخرا انضمت اليونان. 

وأقرّ أنّ تونس لا تتعامل مع هذا الوضع بما فيه الكفاية لا سياسيا ولا دبلوماسيا، موضّحا أن تركيا واليونان والاتحاد الأوروبي أعضاء في الحلف الأطلسي وتونس دولة حليفة لهذا الحلف واليوم تركيا أصبحت تمثل إشكالا داخل الحلف الأطلسي، لو ساءت الأمور وصار صدام بين القوى فتونس لديها استحقاقات مهمة واتفاقات مع دول من هذه المنظومة الأمنية "وقد يطلب منها أشياء نحن عاجزون عن تحقيقها على غرار أن تمر طائرات فوق المجال الجوّي أو التمركز على الحدود كيف سنتصرف ؟ المسألة الليبية أصبحت دولية من الجزائر الى تركيا وكل الإقليم على حافة صفيح ساخن ".