languageFrançais

شوقي الطبيب:المواطن هو من يبادر بعرض الرشوة في 78 % من الحالات

أكّد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب في ميدي شو الجمعة 3 أوت 2018 أن الهيئة هي أول  من نادى رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومن قبله حبيب الصيد إلى إعلان الحرب على الفساد حتى نخلق نوعا من الرجة النفسية، حسب تعبيره.

وبين ضيف ميدي شو أن يوسف الشاهد استجاب في أول خروج إعلامي له لتقديم برنامج الحكومة إلى دعوة الهيئة لاعلان الحرب على الفساد، لكن الرأي العام والإعلام لا يتذكر إلاّ الحملة التي انطلقت في ماي الفارط وتبعها إيقافات في صفوف بعض رجال الأعمال .

وشدد الطبيب على أن الحرب على الفساد متواصلة ولن تتوقف وتتطلب جهودا متواصلة وسنوات عدة مبينا أن الحرب على الفساد هي حرب شاملة ولا تشمل سوى إيقاف بعض الفاسدين وهي حرب على منظومة الفساد من خلال تحسين التشريعات والقوانين والمعالجة البيئة الحاضنة للفساد.
 

وأشار في هذا الصدد إلى أنه تفاجأ الأسبوع الفارط خلال إطلاعه على ملفات الرشوة أو ما يسمى بالفساد الصغير بأن حوالي  78 بالمائة من الحالات كانت ببادرة من المواطن الذي يعرض الرشوة على الموظف العمومي مهما كانت درجته.


 وفي سياق متصل بينّ رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن ملفات الفساد هي ملفات معقدة خصوصا الملفات المتعلقة بالصفقات العمومية والتي تتطلب تحقيقا قضائيا وتحققا من الهيئة لإثبات وجود الفساد مشددا على أن هذه الملفات تتطلب بعض الوقت.


وأوضح أن معدل الفصل في ملف فساد من نوع الفساد الكبير يتطلب 5 أو 7 سنوات نظرا لضعف الإمكانيات والمنظومة التشريعية التي كانت لا تعترف بالفساد حسب تعبيره إضافة إلى ان عدد القضايا أكبر من طاقة تحمل القضاة المكلفين بالبت في ملفات الفساد.


وفي المقابل أشار شوقي الطبيب إلى أن البعض من القضاة لم يعطوا الأولوية والقيمة اللازمة للملفات المتعلقة بالفساد الكبير الأمر الذي تسبب في تعطل البت في هذه القضايا.


وأفاد رئيس هيئة مكافحة الفساد بأن الحرب على الفساد لا يمكن أن يتم بطريقة واحدة على غرار المحاسبة والمساءلة وتجميد الممتلكات والوضع تحت الإقامة الجبرية والحملات التوعية وإنما يتطلب مقاربة شاملة ومن هنا جاء مصطلح الحرب  التي تتطلب إستراتيجية كاملة وتنوعا في التكتيكات والأساليب 


وأكّد الطبيب وجود  تباطؤ فيما يتعلق بإصدار النصوص التطبيقية  من قبل الحكومة ورغم ترفيعها في إمكانيات هيئة مكافحة الفساد والمحكمة الإدارية والقضاء المختص ومنظومة العدالة بصفة عامة إلا أنه هذه الإمكانيات تبقى منقوصة.


 كما تطرق رئيس هيئة مكافحة الفساد إلى ملف الساعة وفقدان الأدوية مشيرا إلى أن الهيئة تعهدت به منذ 2016 وأحالت العديد من الملفات على القضاء على غرار ملفات تهريب الأدوية وسرقتها والفساد في بعض المصحات الخاصة .