languageFrançais

حسين الديماسي: الدولة لا تُنتج وتوزّع ''الكواغط'' !

أكّد وزير المالية الأسبق حسين الديماسي أنّ النشطات ال اقتصادية التي تخلق الثروة في تونس وتدفع الاقتصاد متوقّفة تماما منذ 7 سنوات، كاشفا أنّ نسق النمو السنوي قبل الثورة كان يقدّر بـ 3.4 بالمائة واليوم بلغ ''0.3-'' بمعنى أنّ الثروة ليست مجمّدة فقط بل تراجعت وأصبحت في المستوى السلبي.
 

وقال في برنامج ميدي شو اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018 ''وهذا طبيعي لانّ الدولة لا تنتج وتوزع الزيادات في الأجور وهو ما أدى إلى التضخم الذي يعدّ مصيبة وبلاء، إضافة إلى انهيار الدينار والأخطر الغرق في المديونية''.
 

وتساءل '' كيف لدولة لا تنتج أن تقوم بتوزيع ''الكواغط '' (الاموال)'' مستنكرا بالقول ''ما هذه الوضعية، ما هذه البلاد، أي حالة من الإحباط يعيشها التونسي''!

تونس في مرحلة ''النهش الجبائي''

واعتبر أنّ تونس اليوم تعيش أصعب المراحل وأتعسها وهي مرحلة ما وصفه بالـ''النهش الجبائي'' من اجل تدارك الدولة لأخطائها، لكنها في الحقيقة لا تقوم بإصلاح الوضع بقدر ما تزيده تأزّما''، حسب تعبيره.

أما بخصوص علاقة تونس بالخارج، بيّن الديماسي أنّ الدفعات الخارجية متأتية من تبادل السلع وتحويلات التونسيين في الخارج والسياحة ، مقرا في هذا الإطار بتسجيل عجز قبل الثورة بقيمة 0.8 مليار أورو سنويا، لكن اليوم تضاعف 4 مرات وأصبح يقدّر بـ 3.2 مليار أورو، وذلك نتيجة التداين لا من أجل الاستثمار بل من أجل تسديد العجز''.
 

النظام الانتخابي والسياسي الحالي سبب الخندق الذي نحن فيه

واعتبر ضيف ميدي شو أنّ ذلك خير دليل على أنّ تونس بلغت مرحلة مزرية والسبب الأول وراء ذلك هو النظام الانتخابي والسياسي، قائلا '' هذا الخندق هو نتيجة سياسات سلطة غير قادرة على تطبيق القوانين، رغم أن قوانينا من بين الافضل في العالم''.
 

وأبرز انّ ''السلطة التي افرزها النظام الانتخابي الحالي لا تستطيع تطبيق القانون وهي غير قادرة على وضع إصلاحات ثورية كبرى لأنّ لا سند سياسي وأغلبية حولها اعتبارا لانّ هذه الإصلاحات تطلب إجراءات موجعة''.

مزايا الاقتراع على الأفراد

أما بخصوص النظام الانتخابي الذي تقترحه لجنة الخبراء، قال الديماسي انّ الاقتراع على الأفراد سيؤدي ضرورة إلى إفراز تحالفات خاصة في الدورة الثانية وستكون مبنية على توافقات بين الأحزاب الصغيرة والتي ستجد نفسها في هذا النظام.
 

وأوضح الديماسي أنّ الناخب من حقه ان تكون له معرفة بمن سينتخب وأضاف قوله ''دمادم البلاد الذين يملكون قدرة على الإقناع، يعرفهم التونسيون ما الذي سيدفع ناخب إلى اختيار قائمة تضم أشخاصا لا يعرفهم ولا يفقهون من السياسية شيئا''.