الطرابلسي: أثبتنا قدرتنا على إدارة الأزمات رغم محاولات التهويل
أكّد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 15 جانفي 2018 أنّ كل الإصلاحات والإجراءات التي يتم اتخاذها عند الأزمات ستكون له انعكاسات بالضرورة.
وأوضح أنّ قانون التقاعد في فرنسا على سبيل المثال أثار غضب مليوني شخص "وبالتالي يمكن تفهم الاحتجاجات في تونس لكن يجب أن تكون في إطار سلمي منظّم دون تخريب وعنف"، متابعا أنّ ما قام به المخربون يستوجب التوجه إليهم والاستماع إلى مشاغلهم لفهم موقفهم "رغم أنّ ما قاموا به فاجأ الحكومة".
وشدّد ضيف ميدي شو على أنّه من حقّ المعارضة الدعوة لمواصلة الاحتجاج واعتبار إجراءات الحكومة غير كافية لكن لا احد ينكر أن ما تم اتخاذه إجراء ايجابي فيما يتعلق بالترفيع بالجراية الدنيا وتمتيع كل التونسيين بالتغطية الصحية رغم صعوبة الوضع الاقتصادي الراهن.
وفي السياق ذاته، أفاد أنّ بعض القنوات العالميّة جعلت من احتجاجات تونس خبرها الرئيسي "لأنّ بعض البلدان تمتلك صورة نمطية عن العرب ككلّ ونجاح تونس في ديمقراطيتها يزعجهم".
وأكّد وزير الشؤون الاجتماعيّة أنّ تونس بحكومتها ومعارضتها ومؤسساتها بصدد تغيير الصورة النمطية الأمر الذي اقلق الكثيرين وهناك بعض الجهات الدولية تحاول تهويل الوضع وتنتظر الفوضى العارمة "لكن أثبتنا أننا نستطيع إدارة الأزمات واحتواء الاحتجاجات".
وعن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة، أشار الطرابلسي إلى أنّ مشروع "الأمان الاجتماعي" لم يكن وليد الاحتجاجات الأخيرة بل تمّت إحالته إلى البرلمان منذ شهر نوفمبر الماضي بعد دعوة رئيس الحكومة إلى وضع إستراتيجية وطنية لمقاومة الفقر والإدماج الاجتماعي.
وأقرّ ضيف ميدي شو أنّ الحكومة بذلت جهدا لضمان شمولية التغطية الصحيّة والسكن اللائق وضمان أجر أدنى لكلّ التونسيين، معلنا أنّ فريقا وزاريّا بصدد دراسة بعرض الإجراءات الجديدة تخص التشغيل سيُعلن عنها اليوم أو غدا، على حدّ تعبيره.
وبيّن محمد الطرابلسي أنّ 250 ألف عائلة معوزة دون مورد قار منذ سنة 2010 كانوا يتحصلون على 70 دينار كجراية تمّ الترفيع لتبلغ 150 دينار، لتصبح اليوم وبفضل الإجراءات الجديدة 180 دينارا، مع مجانية العلاج ومنحة بـ 10 دنانير على كل طفل يدرس تتضاعف في حال كان من ذوي الاحتياجات الخصوصية.
وعن توسيع الرعاية الصحية، أكد محمد الطرابلسي أنّ من أبسط حقوق العاطلين عن العمل التداوي في المستشفيات العمومية إلى حين حصولهم على عمل، مبيّنا أنّ الضريبة والاداءات ستوجّه لتحسين الخدمات الاجتماعيّة.
كما تطرق محمد الطرابلسي إلى أن تحيين سجل الفقر الذي لم يقع منذ 20 سنة بسبب غياب الإرادة، سيكون في صالح هذه الفئة دون تدخّل أيّ طرف خاصّة أنّ شعار الحكومة "توجيه الدعم لمستحقيه" لأنّ الدعم خُلق وجُعل من أجل الطبقة الوسطى والضعيفة.
ودعا الطرابلسي إلى ضرورة النظر إلى المستقبل وعدم الوقوف على من أجج الاحتجاجات سواء كانت الجبهة أو غيرها لأنّ الأهمّ أخذ العبرة، مضيفا "يمكن القول إن الدولة تعاملت مع كل الاحتجاجات واستمعت إلى المحتجين في كامل ولايات الجمهورية دون استثناء".
