languageFrançais

الجندوبي: استحقاق 17 ديسمبر لا يؤسّس لانتخابات نزيهة..وسعيّد قام بخدعة

انتقد الرئيس الأسبق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي المسار الانتخابي الحالي، معتبرا أنّ هذا المسار لا يؤسس لانتخابات حرّة ونزيهة وشفافة، ويقطع مع المسار الذي تمّ ارساؤه منذ 2011 وإلى حدود 2019.

وقال كمال الجندوبي في حوار لميدي شو الإثنين 28 نوفمبر 2022، إنّ الانتخابات التشريعية المقبلة لا تأتي في اطار تدعيم الديمقراطية ، وفق تصريحه، معلّلا ذلك بالقطيعة التي حدثت مع المسار الذي ''بداناه في 2011 رغم صعوباته وهناته واشكالياته''.

 وتابع :  ''إلى حدود 2019 كنا في سياق متعثر ولكن حققنا أشياء ايجابية ولعل أهمها التداول السلمي على السلطة وهي عملية أساسية عشناها طيلة 10 سنوات.. ولكن اليوم أصبح الأمر مختلفا تماما''.

كما شكّك في استقلالية هيئة الانتخابات الحالية.

ويرى ضيف ميدي شو بأنّ المسار الانتخابي الحالي هو مسار تهديم لما وقع بناؤه ''بعناء'' خلال السنوات الماضية، وفق تقديره.

وشدّد الرئيس الأسبق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات على أنّ اجراء استحقاق 17 ديسمبر  في السياق الحالي فيه "ضربة كبيرة" للمسار الديمقراطي وضرب للمؤسسات المنتخبة تحت عنوان "الحالة الاستثنائية والانفراد الكامل والمطلق بكل شيء  من قبل رئيس الجمهورية".

وأضاف الجندوبي بأنّ "هذه العوامل مجتمعة'' تضر بالمحيط الانتخابي الذي يتميّز بانعدام الثقة.

وتساءل "كيف يمكن ان نقول انها انتخابات ديمقراطية وشفافة ونزيهة"، معتبرا أنّ المقارنة بالمحطات الانتخابية السابقة لا تجوز، وفق تقديره.

ويرى الجندوبي أنّ ما قام به من رئيس الجمهورية قيس سعيّد هوّ خدعة، معتبرا أنّه لم يلتزم بالنصّ المكتوب الذي أقسم على احترامه (الدستور).

ويعتبر أنّ العملية الانتخابية أصبحت مشوهة منذ الحملة الانتخابية ضمن الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في 2019 حين كان سعيّد يقوم بحملته الانتخابية بينما كان منافسه (نبيل القروي) في السجن.

وصرّح الجندوبي: ''هناك شيء مخفي لم يُقل للتونسيين زمن العملية الانتخابية".

ووفق تقدير الجندوبي فإنّ سعيّد لم يعد رئيس كل التونسين  بل جزءا منهم ضدّ جزء آخر، مضيفا أنّ رئيس الجمهورية لم يعد يجسّد فكرة الوحدة والوطن، بل إنّه الرئيس في حملة انتخابية دائمة، وهو المعني بالانتخابات رئيس الجمهورية وأنّ هذا الاستحقاق لا يعني المواطنين ولا أحزاب ولا غيرهم، بحسب ضيف ميدي شو.

ويشدّد كمال الجندوبي على أنّه من المغالطة اعتماد تسمية انتخابات المجلس التشريعي في الحديدث عن انتخابات 17 ديسمبر. وحسب تقديره فإنّ النواب الذين سيتمّ انتخابهم في المجلس المقبل، وفق القانون الانتخابي الجديد، ليسوا  نواب شعب بل هم مجرّد نواب محليين.

ولفت الجندوبي إلى  أنّ ''المجلس النيابي القادم سيكون ضعيف التمثيلية للنساء.. بسبب عدم اعتماد التناصف..'

كما انتقد ما اعتبره ''هيمنة قصوى للسلطة التنفيذية'' على البرلمان المقبل  وخاصة رئيس الجمهورية، معتبرا أنّ لائحة اللوم ضد الحكومة بشروطها المنصوص عليها في الدستور تكاد تكون مستحيلة.