languageFrançais

منظمة الأغذية وتونس: برامج لحوكمة التصرف بالأراضي الزراعية ودعم الشباب

تتجسد مشاريع التعاون بين تونس و منظّمة الأغذية والزّراعة للأمم المتحدة (الفاو) في المجال الفلاحي من خلال  عدة برامج، من ذلك ما يهم مشروع في اطار  “تحسين الإدارة المندمجة للتّربة والزّراعات من أجل النّظم الغذائيّة المستدامة بإفريقيا : تونس والموزمبيق”، والذي يهدف إلى التّصرف المستدام للأراضي وتحسين المحاصيل وإدارة الخصوبة والتّسميد ومساعدة أصحاب القرار على اختيار الإستراتيجية الأكثر نجاعة في هذا المجال  و يمثّل دعامة لمجهودات الوزارة من أجل تحقيق الأمن الغذائي والمساهمة في الميزان الغذائي ودعم التّنمية المستدامة مع الحفاظ على الإمكانيات الإنتاجيّة للموارد الطبيعيّة وخاصّة منها موارد التّربة في ظلّ التّغيّرات المناخيّة.

وسيساهم المشروع في تنفيذ بعض عناصر الإستراتيجية للتّهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحيّة.

وتجمع  وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية شراكة مع منظمة الأغذية والزراعة، وذلك في مجال تمكين الشباب من الاضطلاع بدور فعّال في تطوير الأنظمة الغذائية ويدعم  مجال ريادة الأعمال لدى الشباب من خلال   إطار تشريعي وتحفيزي مواكب لتطلعات المستثمرين الشبان، و إحداث  شبكة وطنية لمحاضن المؤسسات الفلاحية لمساندة الشباب وحاملي أفكار المشاريع المجددة والمبتكرة و استحداث اختصاصات جديدة على غرار مهنة المستشار و المرافق الفلاحي، و منظومة تكوين مهني متطورة تشمل 39 مركزًا متخصصًا في مختلف الجهات

و تهدف هذه الشراكة إلى خلق جيل جديد من الشباب القادرين على تقديم حلول مبتكرة لمستقبل فلاحة مستدامة، في تذكير بدور مسرع الأعمال  2.0 الذي تم بعثه في كل من ولايتي باجة وقبلي والذي  ساهم في بعث العديد من المشاريع الفلاحية للشباب باعتبار أن  الاستثمار المسؤول يمثل توجه ضروريً لتحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز صمود المجتمعات الريفية، ودعم الاستدامة البيئية.

دعم 80 مؤسسة زراعية صغيرة جدًا وصغيرة ومتوسطة

ويذكر انه  بين عامي 2021 و2025، تلقّت 80 مؤسسة زراعية صغيرة جدًا وصغيرة ومتوسطة الحجم في ولايتي باجة وقبلي، بقيادة شابات وشبان، الدعم  حيث  شكلت النساء 77% من المستفيدين، وضمنت  88% من هذه المؤسسات استدامتها  لعدة  سنوات من انتهاء البرنامج، ونفّذ أكثر من 60% منها مشاريع لتوسيع نطاقها.

وبفضل مراكز تسريع الأعمال الزراعية الأربعة التي أُنشئت عززت هذه المؤسسات قدرتها على الاستمرار، واستقطبت استثمارات زراعية مسؤولة، وساهمت في الأمن الغذائي المحلي وفي عام 2023، تُوّج هذا الزخم بالتصديق على إستراتيجية وطنية مشتركة بين وكالة النهوض بالزراعة في تونس والمعهد الوطني للبحوث الزراعية في تونس، والتي تُرسي الأساس لسياسة منظمة لدعم ريادة الأعمال الزراعية المسؤولة في تونس  ويعتمد تنفيذ هذا المشروع الجديد على أربعة ركائز أساسية،

وتشمل هذه الركائز خلق فرص عمل لائقة ومستدامة، وتحديدًا إنشاء 300 رائد أعمال و50 شركة من خلال صندوق الابتكار الاجتماعي ويشمل ذلك أيضًا الحفاظ على فرص العمل وخلق وظائف جديدة في الشركات الزراعية القائمة من خلال تشجيع الاستثمار و ستتلقى 360 من هذه الشركات القائمة بناء القدرات، بمشاركة 200 منها في أحد مسارات "المرافقة +" علاوة على ذلك، سيركز المشروع على تعزيز القدرات الفنية والمؤسسية والإدارية للجهات المعنية التي توفر الوصول إلى الخدمات والأسواق. وأخيرًا، سيتم ضمان الاستفادة من أفضل الممارسات وظهور المشروع من خلال نهج تشاركي وشامل.

ويذكر أن أداء القطاع الفلاحي في تونس، يبرز أن القيمة المضافة للقطاع سجّلت نمواً بـ 11.5% خلال الثلاثي الثالث من سنة 2025 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024 كما يواصل القطاع توفير 14.2% من مواطن الشغل، في حين تحسّن الميزان التجاري الغذائي ليبلغ 112.8% مما ساهم في تقليص العجز التجاري العام بنسبة 3.7% إلى موفى سبتمبر 2025.

هناء السلطاني