عبد الكافي: التأخر في تبني الذكاء الاصطناعي يُهدّد مستقبل الشركات

انطلقت أشغال الدورة الحادية عشرة من المنتدى الدولي لمُديري نظم المعلومات، الذي يُعقد على مدى يومين تحت شعار "إعادة ابتكار دور مدير نظم المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي"، في تونس العاصمة اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025.

ويُنظَّم المنتدى بمبادرة من الجمعية الدولية للشبكة المستقبلية (IFN)، وبالشراكة مع نادي مديري نظم المعلومات في تونس (Club DSI Tunisie).

ويجمع المنتدى هذا العام أكثر من 720 مشاركًا من نحو 25 دولة إفريقية، من بينها بلدان مغاربية وأخرى من إفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الدول الناطقة بالإنجليزية للمرة الأولى، مثل غامبيا وملاوي ومصر.

انطلاقة جديدة للمنتدى

وفي تصريح لموزاييك، أوضح هيثم عبد الكافي، رئيس نادي مديري نظم المعلومات في تونس، أن هذه الدورة تُنظَّم لأول مرة في العاصمة بعد عشر دورات متتالية بمدينة الحمامات، مشيرًا إلى أنّ المنتدى يشهد هذا العام تغييرات في الشكل والمحتوى تواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة.

وأضاف أن المنتدى يركّز على الابتكار والتغيير في مهنة مدير نظم المعلومات في ظل الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مبيّنًا أنّ الدورات السابقة خصصت لتعريف المفهوم وتبسيطه، ثم لتقديم استخداماته العملية، بينما تركز الدورة الحالية على عرض التجارب والخبرات الواقعية من تونس ومن إفريقيا.

الذكاء الاصطناعي: من النظرية إلى التطبيق

وبيّن عبد الكافي أنّ المنتدى يسعى هذا العام إلى تقديم تطبيقات ملموسة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، من خلال ورش عمل تفاعلية وتجارب ناجحة في قطاعات مختلفة. 
وأوضح المتحدّث أنّ المهن ليست مهدَّدة إذا أحسن مسؤولو نظم المعلومات توظيف مهاراتهم لمواكبة هذه التكنولوجيا الجديدة، بل ستتحول إلى فرصة لتطوير الخدمات داخل المؤسسات والإدارات.

وأشار إلى أنّ تونس تشهد تقدّمًا متزايدًا في اعتماد الذكاء الاصطناعي لدى الشركات الناشئة، حيث تعتمد نسبة متنامية منها على حلول ذكية في أنشطتها. في المقابل، ما تزال الشركات الكبرى والمتوسطة في مراحل أولية من الاستخدام، وغالبًا ما تعتمد على أنظمة مستوردة لا تُطوَّر داخليًا.

شراكة بين المؤسسات والجامعات

ولفت عبد الكافي إلى تزايد التعاون بين المؤسسات والجامعات التونسية من خلال إشراك الطلبة في مشاريع تخرّج تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما يتيح نقل المهارات إلى بيئة العمل وتطوير الحلول المحلية.

وأشار هيثم عبد الكافي، إلى أنّ جمعية مديري نظم المعلومات تعمل بالشراكة مع وزارة التكنولوجيا والاتصال على تطوير منظومة رقمية وطنية متكاملة، وتساهم في بلورة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي ينتظر نشرها رسميًا.

دعوة لتفعيل الاستراتيجية الوطنية

وشدّد عبد الكافي على ضرورة أن تتبنى الدولة مقاربة أكثر عملية في دعم الذكاء الاصطناعي، من خلال تفعيل الاستراتيجية الوطنية وتقديم حوافز موجَّهة للشركات والمؤسّسات العاملة في المجال، مؤكدًا على أنّ تونس تمتلك كفاءات بحثية وشركات ناشئة رائدة قادرة على المنافسة عالميًا، غير أنّها تحتاج إلى بيئة مؤسسية وتشريعية أكثر تشجيعًا.

نحو دورة أفريقية أوسع..

وأشار رئيس نادي DSI إلى أنّ المنتدى يطمح خلال الدورات المقبلة إلى توسيع المشاركة الإفريقية لتشمل مزيدًا من الدول الناطقة بالإنجليزية في شرق القارة، مضيفًا أنّ الحضور الإعلامي الدولي هذا العام، من مجلات متخصّصة أوروبية وإفريقية، يعكس المكانة المتنامية لتونس كمركز إقليمي للنقاش حول التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي.

صلاح الدين كريمي