languageFrançais

أكثر من 30 ألف بئر عميقة عشوائية تستنزف 700 مليون متر مكعب!

أكّدت الخبيرة في الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية روضة الڤفراج، في تصريح لموزاييك، الأربعاء 30 أفريل 2025، أنّ المياه المستعملة للشرب وللري ليست في حالة تجدد بطريقة سريعة.

أكثر من 30 ألف بئر عميقة عشوائية تستنزف 700 مليون متر مكعب

وأشارت إلى التفطّن لوجود أكثر من 30 ألف بئر عميقة غير مرخصّ لها سنة 2022، والتي تستنزف المائدة المائية بنحو 700 مليون متر مكعب أو أكثر، مما يضر بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، التي كانت تستغل نحو 40 لترا في الثانية لتزويد عدة مناطق، وقد تُصبح قادرة على جلب 20 لترا في الثانية من المائدة الجوفية، فقط.

واعتبرت القفراج أنّ استراتيجية الدولة تفتقر إلى الوضوح ولا تأخذ بعين الاعتبار التغيّرات المناخية، مشددّة على أن التعويل على التساقطات لم يعد مجديًا، بل يجب اعتبار المخزون الجوفي المورد الاستراتيجي الذي يتطلب ترشيدًا حقيقيًا في استغلاله.

استغلال أكثر من 10 آلاف بئر عميقة عشوائية لإنتاج التمور المصدرة

وأشارت إلى أنّه لم يعد من المقبول الاستمرار في إنتاج محاصيل فلاحية مستنزفة للمياه، دون توفير بدائل للفلاحين، ما يدفع البعض إلى حفر آبار عشوائية أو شراء المتر المكعب من المياه بأسعار قد تتجاوز 10 آلاف مليم لريّ الزيتون وغيره. لذلك، شددت على ضرورة أن تتبنى الدولة توجّهًا واضحًا لضمان توفير المياه، حتى إن استدعى الأمر اللجوء إلى تحلية مياه البحر.

لفتت المتحدّثة إلى التوجّه نحو زراعة الحبوب المروية في الجنوب التونسي، وبدرجة حرارة 60، متسائلة: "بأيّ مياه سيتم ذلك؟" في ظلّ معدلات تبخّر تتجاوز 5 آلاف متر مكعب في الهكتار الواحد.

واعتبرت أنّ هذه التوجّهات لا تنسجم مع الواقع المناخي والمائي، ما يستدعي وضع استراتيجية جديدة واضحة تشمل أنماط إنتاج بديلة، إلى جانب توزيع العدّادات على السكان لمراقبة استهلاك المياه، خاصّة في المناطق التي تتجاوز فيها نسب الاستغلال 300%. 

وأشارت إلى وجود أكثر من 10 آلاف بئر عميقة غير مرخّص لها في ولاية قبلي، التي تصدّر تونس منها 80% من إنتاجها من التمور، في واحات تعتمد على الآبار العشوائية.

هناء السلطاني