'Carthage OFF'.. المهرجان يستمر
جماهير.. نجوم وشبابيك مغلقة.. الحدث يتواصل فوق أحجار المسرح الأثري بقرطاج.. موعد حفظه الجمهور منذ سنوات بعد نهاية موسم المهرجانات الرسمي.. 'قرطاج خارج البرمجة الرسمية'.
مهرجان ثان على ركح المسرح الأثري بقرطاج؟..
وكأنّ المهرجان لم ينته، والصائفة مستمرة، انطلقت العروض مع 'قرطاج يغني' بقيادة كمال العباسي من تنظيم رياض بودينار، ظاهرة ربما انتشرت أكثر مع انطلاق نوادي الغناء واختلفت حولها الآراء إلاّ أنّ الجمهور دائما في الموعد ليغني ويلعب دور الفنان.
'عرضان بشبابيك مغلقة لبوشناق'
كان للحب موعدا في البرمجة معلنا 'صولد آوت' بتنظيم بودينار على ركح المسرح الأثري بقرطاج يوم 29 أوت مع عرض "رقوج" لعبد الحميد وحمزة بوشناق، عرض قدّم مجموعة من القيم الإنسانية الكونية، على غرار الوفاء، الولاء للوطن، الأمل، الحلم، والأخوّة، كما تطرّق إلى قضايا اجتماعية معاصرة أبرزها: البطالة وانعكاساتها على المجتمع والرشوة ومظاهر الفساد والطمع والانتهازية وعلاقة الإنسان بالأرض والأم والحب بمختلف أشكاله وتجلياته.
والركيزة الأساسية لـ"رقوج " هي الحبّ الذي يتواجد بأوجهه المتعددة والمتناقضة لعلّ أبرزها الحب المجنون بين محبوبة ويوسف، والحب الأعمى بين بيدرو وشامة، والحب النقي وغير المشروط بين عيدة وميلاد.
قيمة ينقلها عبد الحميد وحمزة من رابط الأخوة الذي يجمعهما إلى المسرح والموسيقى التي رافقت العرض.
''الطبل يدوي والشطيح يدوخ'' من أغنية عشاق الدنيا، شارة بداية مسلسل نوبة كلمات صلاح الدين بوزيان، والتي عبّرت عن نشوة الحاضرين باكتساح أنغام المزود وإيقاعاته لمدارج قرطاج فأخذتهم إلى سحر هذا العالم وسلبت عقولهم '. بوشناق يواصل الرحلة ليتجدد سحر التسعينات في 'عشاق الدنيا 'عرض له رونق خاص بين الفرقة العازفة وأجواء' الكانون' والبخور وأغاني المزود..
عرض فرجوي اجتمعت فيه مقومات الفرح ونجح من خلاله عبد الحميد بوشناق في نقل حلمة '' نوبة '' إلى الواقع، وشارك الجمهور أحداثا أحبّها وتابعها بشغف عبر الشاشة وكسب بودينار الرهان ليتجدد الموعد يوم 9 سبتمبر بشبابيك مغلقة ايضا.
مرتضى على خطى نجوم العالم..
كسب مرتضى الفتيتي الرهان مجدّدا، وأعلن 'الصولد آوت' لحفله في قرطاج خارج البرمجة الرسمية.. نجاح استثنائي اختار الفنان أن يكون آخر عروضه في مسارح تونس قبل مغادرتها إلى تجارب فنية عالمية.
ومع كلّ عرض، يتجدد السؤال، هل نحتاج حقا إلى موسم واحد للمهرجان؟..
مهرجان ثان .. قرطاج خارج البرمجة
وكأنّ المسرح الأثري بقرطاج يأبى السكون، جدرانه العتيقة لا تطيق الصمت، والأحجار لا تزال تتذكر وقع الخطى، وصدى الأغاني التي لا تزال تتردد في أروقة الذاكرة. فبعد أن أسدل الستار على موسم المهرجان الرسمي، يعود الركح ليضيء مجددا بالعروض الفنية.
انطلقت جملة من العروض بتنظيم من Wakalar و Star Box، كانت فيها الانطلاقة مع المغربي 'أمين بودشار ' الذي أطرب الجمهور أمام شبابيك مغلقة عزفا مع فرقة أغلبها أنامل تونسية وأطربه الجمهور التونسي.
انتشرت ظاهرة الجمهور يغنّي مع تزايد نوادي الغناء وورشات الأداء الصوتي، حيث بات لكل محبّ للغناء فرصته لاعتلاء الخشبة، وكأن المسرح لم يعد حكرا على النجوم، بل فضاءً مفتوحا لكل من يحمل حبّ الفن في قلبه.
وتتضاعف الجهود تنظيما لكسب رهان ضخامة مسرح قرطاج، واستضاف المنظمون المجموعة المصرية 'كايروكي ' التي كانت أمام شبابيك مغلقة أيضا.
مجموعة كسبت الرهان، وأطلقت عرضها بدعم القضية الفلسطينية وغنت لجمهور وجيل شاب جاء يبحث عن نفسه في كلمات الأغاني، بين فقدان الشغف والامل والحب.
وتواصلت العروض مع نفس المنظمين، ليكون لجمهور ركح قرطاج موعدا مع حفل الجيل الذهبي مع طارق العربي طرقان وأبناؤه، موعدا اجتمعت فيه الذكريات والنوستالجيا ولبس خلاله الحاضرين قناع الطفولة وسافروا لعالم موازي خال من الصعوبات والأزمات.
وتزامنا مع المولد النبوي الشريف تمّ برمجة عرض الزيارة لسامي اللجمي، العرض الذي احتفى بمرور 12 عاما على تأسيسه ولازال يحصد ثمار نجاحه وصدقه مع الجمهور.
واستقبل المنظمون، عرضين لفنانين كانت نقطة لقاءهما 'النجاح ' وربما اختلف الجمهور المتابع لأعمالهم، فكان الموعد أمس مع النجم العربي راغب علامة الذي غنى جديده حصريا لجمهور قرطاج ويكون الموعد مع الشامي نجم الجيل الجديد يوم 10 سبتمبر 2025.
ويبقى السؤال مطروحا، "هل آن الأوان لإعادة تعريف مفهوم 'الموسم الثقافى في تونس، حيث قرطاج يشهد أن الفن لا يخضع للتقويم بل للرغبة والحلم؟"..
ومع اقتراب موعد 'عشاق الدنيا ' غدا الثلاثاء 9 سبتمبر أمام شبابيك مغلقة في قرطاج، يبقى السؤال عن سر هذه 'اللمة التاريخية ' كما وصفها بوشناق في أحد الحوارات وسر تعطش الجمهور لهذا العرض.