الأمين النهدي: الخيال الإبداعي تراجع..والناس ديما يقولولي علاش خليتنا؟

حلّ الممثل ونجم الكوميديا الأمين النهدي ضيفا على رنامج "كورنيش ويكاند"، الأحد 31 أوت 2025، حيث تحدّث بصراحته وخفّة ظلّه المعهودتين عن مسيرته الفنية، وعلاقته بروّاد المسرح التونسي، ورؤيته لواقع الساحة الإبداعية اليوم.

وقال الأمين النهدي إنّ الجمهور متعطّش لرؤيته على خشبة المسرح أو على الشاشة ، مؤكّدا أنّه لا يكاد يخلو أي لقاء له بالجمهور في الشارع من سؤال يردّده كثيرون: "علاش خليتنا؟". وأضاف: "لا تتخيّل كم ينتظر الناس ظهور الأمين النهدي، هناك حاجة ماسة وأكيدة لذلك."

وخلال حديثه عن مسيرته الفنية، عاد الأمين النهدي بالذاكرة إلى فيلمه الشهير "الفردة ولقات أختها" الذي ما يزال يحظى بإقبال جماهيري واسع رغم خمسون سنة على إنتاجه، مشيرا إلى الطوابير الطويلة أمام قاعات السينما التي شهدت عرض هذا الفيلم.

علاقة استثنائية مع الفاضلين

واستحضر النهدي محطّات هامة من مسيرته مع الراحل الفاضل الجزيري والمسرحي الكبير الفاضل الجعايبي. وأوضح أنّ مسرحية "الكريطة" التي كتبها الأمين النهدي وأخرجها الثنائي الجزيري والجعايبي مثّلت تجربة مميزة تمّ تقديمها في اكثر من 650 عرضاً، قبل أن يفرّق بينهم اختلاف المشاريع.

وقال عن الفاضل الجزيري: "كان رجلاً مسرحياً كبيراً، محباً لأصدقائه، ورحيله آلمني كثيراً وأعاد إلى ذاكرتي أجمل اللحظات التي جمعتنا".  أمّا عن الجعايبي فأكّد أنّه من خيرة المسرحيين، وكان يأمل أن ينجز عملاً ضخماً عبر المسرح الوطني.

"غياب الأعمال الكبرى وتراجع الخيال"

وانتقد الأمين النهدي غياب الأعمال المسرحية الكبيرة مقارنة بما قدّمه جيل الجعايبي والجزيري ومنصف السويسي وغيرهم، قائلاً: "أحياناً أغادر قاعة المسرح بعد ربع ساعة لأنه لا يوجد ما يشدّني". وتابع متسائلاً: "هل توقّف الخيال؟"

واعتبر الأمين النهدي أنّ "الشارع أصبح أكثر جرأة من المبدعين أنفسهم."  واستعاد محطات صعبة من مسيرته مع الرقابة، منها إيقاف مسرحية "أهل الهوى"، واعتقاله بسبب "الفرجة"، إضافة إلى منع أعمال أخرى مثل "عمار الهوش".

و يرى النهدي أنّ روح الدعابة والخيال لدى التونسي تراجعا، قائلاً:"أحياناً أشك في نفسي وأظن أن الأحداث تجاوزتني، لكن في الحقيقة أنا لست مخطئاً، مع وجود استثناءات لأعمال جيدة."

عودة قريبة إلى خشبة المسرح 

أما عن جديده، فكشف الأمين النهدي عن مشروع مسرحي جديد بالتعاون مع  بيّة الزردي، يتمحور حول حياة زوجين يعملان في المجال الفني، يعيشان الخصام الدائم لكن يجمعهما الحب الكبير. وأضاف: "بيّة تتميز بقبول خاص، والباقي يمكن أن نتعلمه."