languageFrançais

باسيكو كوياتي يضيء أمسية حزينة في مهرجان الحمامات

شهدت سهرة مهرجان الحمامات الدولي، ليلة الإثنين، افتتاحًا مؤثرًا وممزوجًا بالحزن، حيث قدم فريق المهرجان تحية إجلال وتقدير لروح الفقيد الفاضل الجزيري، الذي وافته المنية فجر اليوم بعد صراع طويل مع المرض. كان وقع هذا الخبر أليمًا بشكل خاص، فقد عُرضت مسرحيته "جرانتي العزيزة" على نفس الركح في الليلة السابقة، مما جعل رحيله بمثابة صدمة عميقة في الأوساط الثقافية والفنية.

بعد هذه اللحظة العاطفية، استعد الجمهور لاستقبال الفنان المالي الكبير باسيكو كوياتي وفرقته نغوني با. وكأن الموسيقى كانت البلسم الذي سيخفف من وقع الخبر الأليم، أطلّ كوياتي حاملاً آلة النغوني العريقة، ليبدأ رحلة موسيقية ساحرة.

باسيكو كوياتي، الملقب بـ"سيد النغوني"، لم يأتِ إلى الحمامات ليقدم مجرد حفل موسيقي، بل ليشارك جمهوره جزءًا من روحه وتاريخه. أداؤه لم يكن مبهراً بتقنياته العالية فحسب، بل بعمق الإحساس الذي كان ينساب من كل نغمة. كان كل عضو من أعضاء فرقته نغوني با، يتقن العزف على آلة النغوني بمقاساتها المختلفة، مما خلق حالة من التناغم الفريد الذي يجمع بين التراث المالي العريق والحيوية المعاصرة.

تفاعل الجمهور كان استثنائيًا. على الرغم من بداية السهرة المؤثرة، سرعان ما انغمس الحاضرون في إيقاعات غرب إفريقيا الساحرة، يصفقون ويرقصون على أنغام "نغوني با". لقد كانت شهادة حية على قوة الموسيقى في تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، وفي توحيد القلوب بلغة فنية واحدة.


يسري الجديدي