موزاييك تكرّم ماجدات تونس
بعد 43 يوما من الحجر الصحّي والعمل والجهد الشاق بعيدا عن عائلاتهم طوال أسابيع، غادر عمّال مصنع الكمامات بالقيروان المكان وسط تحية عسكرية أمنتها لهم فرقة من الجيش الوطني.
هي تحية عسكرية لـ'جنود من ذهب' اعتزلوا الحياة والعالم الخارجي فداء وتضحية للوطن وإيمانا منهم بضرورة تأمين استمرارية انتاج الكمامات والواقيات من أجل التونسيين في هذه الظروف التي تعيشها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا.
150 عاملا أغلبهم من النساء، خيّروا العمل لساعات طويلة لتوفير الكمامات الطبية وتوفيرها لأعوان وزارات الصحة والدفاع والداخلية، واختارت موزاييك بهذه المناسبة تكريم عمّال المصنع على مدى 3 أيّام نظير ما بذلوه من جهد للمساهمة في إنقاذ أرواح التونسيين.
وتحدثت خولة عبد اللاوي المشرفة على الإنتاج بالمصنع في برنامج ''رمضان الناس ويكاند'' اليوم السبت 2 ماي 2020 عن هذا المجهود وموافقة جميع العمال على المشاركة في صنع الكمامات دون تردّد.
وأوضحت أنّهم تجندوا للعمل منذ يوم 20 مارس وعملوا على إنهاء الطلبات حتى قبل الوقت المتفق عليه.
وأكّدت عبد اللاوي أن العمال كانوا متفائلين وتفانوا في عملهم، حتى أنهم أبدوا استعدادهم للمغادرة للاطمئنان على عائلاتهم والعودة مجددا للمصنع في الأيام القادمة إن تطلب الأمر ذلك.
كما تطرّقت إلى المفاجأة التي كانت في انتظارهم أمس، قائلة "انبهرنا بالاستقبال الذي وجدناه في انتظارنا عند مغادرتنا المصنع بعد 43 يوما... لقد أدمعت أعيينا ونحن نكرّم من طرف والي الجهة واتحاد الشغل إلى جانب التحيّة العسكرية التي استقبلونا بها وتحيّة العلم".
وشدّدت خولة عبد اللاوي على أنّ الجهد كان مشتركا بين الجميع من مسؤولين إلى عمال لإنجاح المهمّة "وكنا في المستوى ولم نشعر بالإرهاق طوال الفترة ولم يتعرض أي عامل لأي إصابة وهو أمر ساهم في تسريع إنهائنا للعمل".
وعن زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى المصنع يوم 16 أفريل، أكّدت أنها زيارة غير منتظرة وكانوا يعتقدون أنّها مزحة في البداية "لكنها مفاجأة سارّة أسعدت العمال وبعثت الروح الايجابية فيهم" حسب تعبيرها.
كما تدخّل حمزة العلويني مدير المصنع الذي أثنى على المجهود الذي بذله العمال طوال الفترة الماضية، معتبرا أن الجانب المعنوي ساعدهم في مواصلة العمل.
وأوضح أنّ ساعات العمل كانت في حدود 8 ساعات يوميا والساعات الإضافية كانت اختيارية وبلغ المعدّل يوميا 14 ساعة.