معز السوسي: الخلاف بين المجلسين حالة صحية قد تؤدي لقانون مالية مختلف
شهدت مداولات مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم حول مشروع قانون المالية لسنة 2026 جدالاً وحركية كبيرة، حيث تدخلت عدة أطراف في مناقشة فصوله وصياغتها.
برزت سلطة مجلس نواب الشعب وسلطة المجلس الوطني للجهات والأقاليم في طرح فصول ومحاولة فرضها، وتعديل أخرى، وإلغاء البعض، مما خالف ما ورد في النسخة الأولية التي قدمتها وزارة المالية. وقد استدعى ذلك الأمر تشكيل اللجنة المتناصفة بين المجلسين بهدف إتمام المصادقة على مشروع قانون المالية 2026 التزامًا بالآجال الدستورية.
وفي قراءة بعض الخبراء لهذه المسألة، أبرز أستاذ الاقتصاد بجامعة قرطاج، معز السوسي، في تصريح لموزاييك يوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025، أن تحرك المجلس الوطني للجهات والأقاليم لمناقشة قانون المالية 2026 كان متوقعًا، لكنه لم يأخذ وقته الكافي للنقاش والمداولات نظراً لنشأته الحديثة. غير أن جاهزية المجلس هذه السنة أدت إلى وقوع سجال واحتدام في النقاش على مستوى محاولات فرض بعض الفصول ومناقشة أخرى واقتراح فصول جديدة.
محاولات النواب لاستغلال صفتهم الانتخابية أدت لانزياحهم عن الضوابط
وأوضح معز السوسي أن هذه الصورة تعطي انطباعاً بوجود تداخل بين الوظيفتين الرقابية والتشريعية للمجلسين، في حين أن مناقشة مشاريع قوانين المالية يجب أن تقتصر أصلاً على الوظيفة التشريعية. لكن ما ظهر في البرلمان كان محاولة من النواب لاستغلال الفرصة من أجل تقديم مسائل تتعلق أكثر بالوظيفة الرقابية، خاصة في حضور ممثلي السلطة التنفيذية من وزراء ومديرين مركزيين.
وأضاف أن هذه الصورة قد تكون حالة صحية لوجود نقاش مهم، رغم انزياح البعض عن الضوابط، لأن بعض المقترحات لا تنسجم مع القانون الأساسي، خاصة تلك المقترحات التي لديها أثر مالي وتتطلب مصادر تمويل. وهذا ما ذكَّرت به وزيرة المالية في أكثر من مرة. في المقابل، كان النواب في مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم يبحثون عن مشروعية بصفتهم منتخبين من المواطنين، ومهمتهم إيجاد حلول لإشكالاتهم وتبليغ طلباتهم.
وختم معز السوسي بأن هذه الصورة وإن كانت لن تؤدي إلى ارتباك كبير، إلا أنه سينتج عنها مشروع مالية مختلف جوهرياً عما وضعته وزارة المالية. ودليل ذلك هو عدد الفصول الذي تجاوز من نحو 65 فصلاً في النسخة الأولية إلى ما يزيد عن 100 فصل، وهو ما يُعيق التنفيذ ويؤدي إلى صعوبته.
هناء السلطاني