الشكندالي: الشراكة مع الصين تحتاج ترجمة اقتصادية
رغم الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين تونس والصين والتأكيد المستمر على وجود "شراكة إستراتيجية"، ما تزال هذه العلاقة بعيدة عن إحداث قفزة نوعية في مستوى الاستثمارات أو المبادلات التجارية.
حضور صيني محدود في تونس
اعتبر أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية رضا الشكندالي أنّ الحضور الصيني في تونس ما يزال ضعيفًا جدًا مقارنة بما تسجّله الصين في عديد الدول الأفريقية.
فبينما تمثل بكين أحد أبرز المستثمرين في القارة، فإنّ مساهمتها في الاقتصاد التونسي تظل محدودة. ويعود ذلك أساسًا إلى مناخ الأعمال غير المشجع وضعف جاذبية السوق التونسية للمستثمرين الصينيين.
قرارات صينية غير مستغلة
وأشار الشكندالي إلى أن الصين سبق أن اتخذت قرارات هامة على غرار إعفاء عدد من المنتوجات الأفريقية من المعاليم الديوانية، وهو ما فتح الباب أمام فرص تصدير جديدة. إلا أنّ تونس، في رأيه، لم تحسن استغلال هذه الإجراءات ولم تتمكن من تعزيز حضورها في السوق الصينية، رغم ما تتوفر عليه من منتجات تنافسية مثل التمور والنسيج.
عوائق لوجستية وتكلفة مرتفعة
ومن أبرز العوائق التي تواجه الصادرات التونسية نحو الصين، حسب الشكندالي، تكاليف النقل المرتفعة، التي تقلّص من تنافسية المنتوج التونسي. كما أنّ ضخامة السوق الصينية وتعقيداتها تتطلب إستراتيجية واضحة ومرافقة حكومية فعلية لدخولها.
فرص واعدة في التكنولوجيا والطاقات المتجددة
لا تقتصر مجالات التعاون الممكنة على التجارة فقط، بل تشمل أيضًا التكنولوجيا والطاقات المتجددة. ويعتبر الشكندالي أنّ تونس قادرة على استقطاب استثمارات صينية في مشاريع الطاقة الشمسية لتغطية حاجياتها من الكهرباء، مستفيدة من وفرة الإشعاع الشمسي طيلة السنة تقريبًا.
الحاجة إلى إصلاحات وهيكلة جديدة
وشدّد أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية على أنّ تطوير هذه الشراكة يتطلب تحسين مناخ الاستثمار وتوفير رؤية واضحة للشراكة، بما يحوّل العلاقة من مجرد تصريحات سياسية إلى مشاريع فعلية تساهم في دفع الاقتصاد التونسي.
كريم وناس