languageFrançais

ما الذي أقال المهدي يوم عيد..''الأبواب المفتوحة'' أم ''باب'' قرطاج؟

هل تبادر إلى خَلَد فوزي المهدي وزير الصحة المُقال، حين تنقّل صباح اليوم إلى مطار تونس قرطاج لاستقبال مساعدات طبية من الأردن والكويت، أن ذلك سيكون نشاطه الأخير على رأس الوزارة؟ ففي الصور التي نشرتها صفحة رئاسة الجمهورية بدا المهدي واثقا مطمئنا وهو يقف جنبا إلى جنب مع مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة ووزير الشؤون الخارجية عثمان الجرندي، وبقية المستشارين والقيادات العسكرية..

هذا النشاط الأخير ليس الوحيد الذي شارك فيه المهدي إلى جانب ممثلين عن رئاسة الجمهورية، فقد استقبل منذ أيام قليلة مساعدات إيطالية مع الفريق بالبحرية عبد الرؤوف عطاء الله مستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلف بالأمن القومي، وقبلها استقبل أيضا مساعدات سعودية وأخرى مغربية مع نفس نادية عكاشة وإبراهيم البرتاجي وزير الدفاع الوطني.. 

وهذه المساعدات وغيرها التي تهاطلت على البلاد عقب الأزمة الصحية الخطيرة التي تعيشها تونس جراء التفشي الكبير لفيروس كورونا، نسبتها الرئاسة بشكل مباشر أو ضمني لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وسط نزاع ضارٍ غير خاف على أحد بين رئاستي السلطة التنفيذية حول جلب المساعدات واللقاحات لمجابهة الوباء القاتل. 

ولعل تكرّر ظهور وزير الصحة المُقال فوزي المهدي في ''صور الرئاسة'' جعل البعض يعتبره ''وزير الرئيس'' وأحد رجالات القصبة المقرّبين من قرطاج..

واليوم، وبعد الفشل التنظيمي الأقرب إلى الفضيحة الذي شهدته ''الأبواب المفتوحة للحملة الوطنية للتلقيح'' في مختلف الولايات بعد توافد الآلاف على مراكز تلاقيح غير مهيأة لوجيستيا ولا بشريا لأعداد مماثلة، والذي انتهى باعتذار من وزارة الصحة، لم تُثِر إقالة فوزي المهدي استنكارا بل ذهب إلى استحسانها كثيرون..

يُشار إلى أن فوزي المهدي كان أحد الوزراء الذين تخلى عنهم رئيس الحكومة هشام المشيشي منذ بداية السنة في التحوير الوزاري الذي اقترحه، والذي لم يمرّ.

لكن تبقى الأسئلة بعد هذا ملحة: لم كل هذه العجلة في إنهاء مهام وزير هو مقال أصلا -وإن لم تفعّل إقالته- في يوم عيد وعطلة؟

فهل أعفي المهدي بعد ظهر هذا الثلاثاء بسبب صور فوضى ''الأبواب المفتوحة'' للتلقيح أم جراء استقباله مساعدات تُحسب على الرئيس وذات أبعاد أبرزتها صور مطار قرطاج؟

أمل الهذيلي