languageFrançais

بن سالم يحذّر من 'سيناريوهات مؤلمة' في حال الإصرار على التمديد للغنوشي

حذّر محمّد بن سالم الوزير السابق والقيادي بحركة النهضة خلال حضوره في ميدي شو الثلاثاء 27 أكتوبر 2020 من العبث بوحدة الحركة بالإصرار على مخالفة قوانينها الداخلية وخاصة الفصل 31 المتعلق بتحديد الترشح لرئاسة الحركة بمدتين نيابيتين، في إشارة إلى المبادرة التي قدّمها القياديان بالنهضة عبد الكريم الهاروني ورفيق عبد السلام. 


واستنكر بن سالم أن يتمّ اللجوء إلى أساليب التجمّع المنحل لتثبيت رئيس الحركة في منصبه، وفق تقديره، ومخالفة المبادئ التي ناضلت من أجلها الحركة واعتراضها على الرئاسة مدى الحياة.


وقال في هذا الخصوص: "أيعقل أنّ الحركة التي عارضت الرئاسة مدى الحياة في عهدي بورقيبة وبن علي أن تفعل نفس الشيء وبأسلوب بن علي'' 

 
مبادرة الهاروني وعبد السلام مضحكة


ووصف ضيف ميدي شو المبادرة التي تقدّم بها رئيس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني والقيادي بالحركة رفيق عبد السلام بالمضحكة، مشيرا إلى أنّها تضمّنت مسائل أكثر من تلك التي طالب بها رئيس الحركة نفسه. 


وشدّد بن سالم على ضرورة تطبيق الفصل 31  الذي تمّ إقراره في المؤتمر الأخير للحركة، مضيفا قوله: ''القوانين جعلت لتطبق... القوانين يمكن أن تُغير ولكن بعد تطبيقها لتبيان الخلل فيها."
ويرى بن سالم أنّ هذه المبادرة غير مقبولة على المستويين الأخلاقي والعملي وأنها ولدت ميتة.


وأشار إلى أنّ طرح المبادرة تغيير المكتب التنفيذي لا يستقيم لأنّ الأصل في الأشياء أن تتم محاسبته خلال المؤتمر، متسائلا ''من سيُحاسب إذا تمّ تغييره قبل أشهر من انعقاده."

 

وأكّد أنّ تأجيل المؤتمر يمكن أن يناقش ولكن شريطة تحديد تاريخ لذلك، اعتمادا على تطوّر الوضع الوبائي. 

 

وتعليقا على تصريحات الهاروني التي قال فيها "القوانين لا تطبّق على الزعماء"، قال محمّد بن سالم  '' الزعماء لا تنطبق عليهم هذه الصفة إلا عندما يعطون المثال وتطبيق القانون يكون على الزعماء أكثر من غيرهم''، مضيفا أنّ كلام الهاروني جانب الصواب ولا يجب أن يعطي الزعماء أمثلة سيئة، وفق تقديره.

 

واعتبر أنّ الزعيم ليس له قوانين خاصة وأنّ الزعامة لا يتمّ التنصيص عليها في قوانين.   

 

وشدّد على أهمية أن تعطي حركة النهضة المثال لبقية الأحزاب في تطبيق القانون، معتبرا أنّ الديمقراطية لا يمكن أن تنجح دون أحزاب ديمقراطية.

 

وأكّد على ضرورة الإتعاظ من عدد من التجارب السيّئة جدا، على حدّ وصفه، وذكر في هذا الخصوص حزب نداء تونس. وتابع قوله "يبدو أنّنا تطبعنا بطباع من تحالفنا معهم" 

 

وقال بن سالم ''نحن ضمير الحركة (في إشارة إلى المعارضين إلى التمديد)  ونتمنى أن ننقذ الحركة ورئيسها   من ان تصبح مثل بقية الأحزاب التي  لا تحترم قوانينها".

 

السيناريوهات المطروحة في حال الإصرار على التمديد


وعن السيناريوهات المحتملة في حال مضي أصحاب المبادرة في التمسك بما يطرحونه فيها قال بن سالم: "لنكن متفائلين... السيناريو الأول نتمنى أن يعودوا إلى رشدهم واحترام قانون الحركة وأن ينعقد المؤتمر حالما يسمح الوضع الوبائي".

 

أما عن السيناريو الأسوأ فحذّر ضيف ميدي شو من اجراءات مؤلمة تمسّ بوحدة الحركة، مشيرا إلى تواتر الإستقالات خاصة في صفوف الشباب الذين من المفترض أن يستلموا  المشعل، وهم يعتبرون التلاعب بالقانون مقلق جدا، حسب تعبيره.

 

وأكّد على ضرورة أن يقوم ''أبناء الحركة الحريصون على وحدة النهضة'' القيام بدورهم في الضغط على الجهة التي تريد فرض اشياء على المقاس.

 

وتابع قوله: "من يدفع إلى عدم احترام القانون يعرّض وحدة الحركة إلى الخطر''، مؤكّدا ترحيبه بالمبادرات التي لاتتضمّن تأبيدا ولا تمديدا، على حد قوله.

 

لا خوف على الغنوشي من البطالة


وأضاف أنّه لا خوف على مستقبل رئيس الحركة راشد الغنوشي من البطالة في حال مغادرته منصب الرئيس، فهو ما يزال رئيسا للبرلمان وسيكون له مكان في موقع ما في الحركة يليق بمقامه، فضلا عن تمتّعه بإشعاع دولي يحول دون  تهميشه، حسب تقديره.

وانتقد رغبة البعض في الحركة اتخاذ قرار بترشيح راشد الغنوشي لإنتخابات 2024، معتبرا أنّ ذلك سابق لأوانه وأنّ ذلك مرتبط برغبته وبحالته الصحية إن كانت تسمح بذلك.  وأضاف بأنّ مثل هذا القرار يتمّ اتخاذه عبر مؤسسات الحركة و ليس من المعقول أنّ يتقرر ذلك منذ الآن ويتم التنصيص عليه في قانون، حسب تصريحه.