languageFrançais

ترويكا أم رباعي في الحكومة القادمة: السيناريوهات المطروحة

حملت الساعات الأخيرة تطوّرات سريعة في المشهد السياسي وبات التوافق الذي كان ''مستحيلا'' بين قلب تونس وحزب النهضة، أمرا واقعا بعد الذي حصل في الجلسة الإفتتاحية للبرلمان الجديد والتوافق حول التصويت لرئاسة البرلمان ونائبه الأوّل.

المعطيات الجديدة قد تغيّر التوقعات بشأن تركيبة الحكومة والشخصية التي سيتمّ اقتراحها لرئاستها، مع ما حملته تصريحات راشد الغنوشي إبان إنتخابه رئيسا لمجلس نواب الشعب على ما يبدو من انفتاح وامكانية تعيين شخص ليس من النهضة في القصبة وإن حصر الغنوشي ذلك في دائرة أصدقاء النهضة وهو توصيف لطالما استعمله الغنوشي حتى لخصومه السياسيين، وهو ما يفتح الباب على عدّة تأويلات، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار عدم ثبات القيادة النهضاوية على مواقفها وذهابها في طريق مخالف لتصريحاتها و''إضطرارها'' طوعا أو كرها إلى التعامل مع المعطيات التي فرضها الصندوق.

التطوّرات الأخيرة تجعل الملاحظين يعتقدون أنّ النهضة هي أقرب للتحالف مع قلب تونس وائتلاف الكرامة وكتلة الإصلاح الوطني، رغم نفي رئيسها حسونة الناصفي في تصريحات إعلامية مؤخرا لأي تحالف مع النهضة. 

كما أنّ انضمام حزب يوسف الشاهد ''تحيا تونس'' إلى هذا التحالف يبقى أمرا واردا، وفق عدد من الملاحظين.


هل أغلق باب التفاوض مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب ؟

هذا السيناريو يعتبره القيادي بحزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني الأقرب للتحقق حسب تصريحه مؤخّرا لموزاييك (أيام قبل تنصيب المجلس النيابي الجديد) قال فيه إنّ النهضة فتحت مسارا موازيا للمفاوضات مع قلب تونس وتحيا تونس والكتلة النيابية التي أعلن حسونة الناصفي عن تشكيلها إلى جانب ائتلاف الكرامة، مرجّحا أنّ تشكّل النهضة الحكومة المقبلة مع هذه الأطراف.

وأشار في المقابل في تصريح  لموزاييك اليوم أنّ التيار لم يغلق من جانبه باب التفاوض مع حركة النهضة وأنه منفتح على الحوار مؤكدا تمسّك حزبه بشرط توليه حقائب الداخلية والعدل والإصلاح الإداري.

وأضاف أنّ الحزب سيتعامل مع المقترحات التي ستعرضها الحركة.


ويرى ملاحظون أنّ تشكيل الحكومة والمفاوضات بخصوصها بات يقتصر على الأطراف السياسية الأربعة المذكورة آنفا، ويعتبرون أنّ إغلاق باب التفاوض مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب أمرا شبه محسوم خاصة وأنّ النهضة تعتبر أنّ الشروط التي وضعتها هذه الأطراف لا تستجيب إلى المنطق ولنتائج الإنتخابات وهي بشروطها هذه أقصت نفسها بنفسها.  


''ترويكا جديدة''

وفي اتصال هاتفي مع موزاييك قال أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي إنّ حركة النهضة حسمت أمرها وشكّلت ''الترويكا'' الخاصة بها والمتكوّنة من النهضة وقلب تونس وإئتلاف الكرامة، معتبرا أنّ ما يصرّح به قياديو النهضة من إستعدادهم للحوار مع جميع الأطراف هوّ مجرّد خداع، وفق قوله.


وفي خضمّ هذه التطوّرات إنطلق إجتماع مجلس شورى حركة النهضة اليوم الخميس المخصص لإختيار مرشحها لرئاسة الحكومة وللاتفاق نهائيا على الأطراف السياسية التي ستتفاوض معها اليوم للمشاركة في تشكيل الحكومة.


ومن المنتظر بحسب تصريحات راشد الغنوشي أمس أن يتمّ الإعلان عن الشخصية التي ستكلّف بتشكيل الحكومة غدا الجمعة على أقصى تقدير بعد التشاور مع رئيس الجمهورية.


وبالتوازي مع ذلك يتمّ  تداول بعض الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الحكومة في عدد من وسائل الإعلام، وهي تبقى مجرّد فرضيات لا تكتسي أي صفة رسمية وقد تكون مجرد بالونات إختبار لقيس ردود الأفعال قبل الإعلان رسميا عن الشخصية التي سيتمخض عنها إجتماع شورى النهضة.


ويتمّ تداول أسماء منجي مرزوق القريب من النهضة والذي شغل منصب وزير تكنولوجيا الإتصال في حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض، كما تولى أيضا حقيبة الطاقة والمناجم في حكومة الحبيب الصيد، وأيضا الحبيب الجمني كاتب الدولة للموارد المائية.


وبالإضافة إلى هذين الإسمين يتمّ أيضا تداول إسم محافظ البنك المركزي الحالي مروان العباسي لتولي رئاسة الحكومة، والذي يبدو أنّه اعتذر عن قبول هذا المنصب.

إمرأة من بين الأسماء المطروحة

وفي نفس الإطار أكّدت النائب والقيادية بحركة النهضة يامينة الزغلامي في تصريح لموزاييك إلى وجود إمرأة في قائمة الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الحكومة.


وتبقى هذه مجرّد فرضيات قد تؤكّدها أو تدحضها الساعات المقبلة واعلان النهضة عن نتائج مجلس الشورى المنعقد حاليا.


ويضع الحلفاء المحتملين للنهضة في تشكيل الحكومة وخاصة قلب تونس مواصفات لرئيس الحكومة وهو  أن يكون شخصية مستقلة ذات توجّه إقتصادي بالنظر إلى طبيعة التحديات التي تواجهها تونس في المرحلة المقبلة.


فهل تقبل النهضة بتعيين مرشّح من خارجها وهي مازالت إلى وقت قريب تعلن تمسّكها بأن يكون رئيس الحكومة من النهضة؟

شكري اللّجمي