موقف بعض النواب من ''انحدار'' الأخلاق السياسية
اعتبر النائب نذير بن عمو في تصريح لموزاييك خلال اليوم الدراسي البرلماني حول أخلاقيات الحياة السياسية اليوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 أنّه لا يجب تعميم صفة ''الإنحطاط الأخلاقي'' على جميع السياسيين وفي الوقت ذاته لا يجب إنكار وجود عينة لسياسيين يبرزون سلوكيات تتنافى مع الأخلاق بصفة عامة، حسب تعبيره.
واعتبر بن عمو أنّ السياسيين في تونس تنقصهم تقاليد السياسية بحكم أن تونس كانت تحكمها لسنوات عديدة الديكتاتورية التي تتصرف بكل حرية دون إنتقاد، مضيفا أنّه لا يمكن الحكم على 7 سنوات سياسة ما بعد الثورة لأنّها في عمر الشعوب لا تحسب، حسب تعبيره .
وأشار بن عمو أنّ سلوكيات بعض السياسيين تجمع بين الموروث والمخزون والعٌقد، حسب قوله، معتبرا أنّ إصلاح يكون تدريجيا لتحقيق تطابق أخلاق السياسيين في تونس، لما هو معمول به في العالم.
من جانبه، أكّد النائب رضا جعيدان على وجود أزمة أخلاقيات سياسية وهو ما دفع المواطن التونسي إلى فقدان ثقته في السياسيين أمام إنتشار ما وصفه بـ''السياحة الحزبية والبرلمانية'' وتضارب المصالح، حسب تعبيره.
وأضاف جعيدان أنّه اقترح مدونة أخلاقيات برلمانية سيتم المصادقة عليها في جلسة عامة تحدد لاحقا، معتبرا أنه من الضروري أن يحافظ النائب على ''نقاوة اللسان والمشهد والممارسة السياسية بعيدا عن ضغط بعض اللوبيات على المجلس''، حسب تعبيره.
وقال رضا جعيدان أن تونس تحتفل بالذكرى السابعة للإنتقال الديموقراطي وعليه لابد من إيجاد حل للديموقراطية المشوهة وإصلاح المسار وتنظيف المشهد السياسي، حسب وصفه.
في السياق ذاته، قال رئيس بلدية أريانة فاضل بن موسى إنّ أحسن معيار للسياسي هو المواطن الذي أصبح يرى اللاأخلاقيات منتشرة في بعض التصريحات والكلمات البذيئة والتي تجاوزت الحدود لتصبح تصرفات تمس بمبادئ إحترام القانون في المعاملات ويحكمها تداخل وتضارب في المصالح .
واعتبر فاضل بن موسى أنّ الحوكمة الرشيدة والقانون يمكنهما ضبط حدود لأخلاقيات بعض السياسين، مشددا على أن رفع الحصانة عن بعض النواب المتجاوزين لأبسط قواعد الأخلاق السياسية قد يساهم في التقليص من هذه التجاوزات.
وأشار بن موسى إلى أنّ تشنج النواب يحدث في كل برلمانات العالم ويندرج ذلك في إطار طبيعة العمل السياسي الذي تحكمه أيضا حدود.
ومن جانبه، صرح النائب محمد بن سالم لموزاييك أنّ نعت المواطنين لبعض السياسيين بالإنحطاط السياسي وفقدان الثقة فيهم مبرّر بالنظر إلى تفاقم ظاهرة ما وصفها بـ"ميركاتو السياحة البرلمانية "الذي يتجاوز ميركاتو الرياضيين .
وأعتبر بن سالم أنّ بعض السياسين تحكمهم إديولوجياتهم التي لا تقبل الأخلاق ويعتبرونها مسألة برجوازية في حين أن الأخلاق هي قيمة مجتمعية تراثية.
وصنف بن سالم بعض التصريحات اللا أخلاقية وتعالي الأصوات في الجلسات بأنها زلات صغيرة، حسب رأيه، في حين أن الأخطر اليوم هو ما اعتبره ''بيع الذمم'' من قبل بعض السياسيين .
وشدّد على ضرورة الاعتراف بالأخلاق في السياسة عكس اعتبار البعض أنه لا أخلاقيات في السياسة، وأنّ الكذب فيها جائز وهو ما يخالف أصل السياسية التي خلقت للدفاع عن المبادئ والأفكار .
وشدّد بن سالم على أنّ منع السياحة الحزبية ليس حلا بمفرده لمشكل اللا أخلاقيات بل يجب معه ترسيخ فكرة أن النائب هو نائب للشعب وليس ملكا لحزبه أو لرئيسه، ولا يباع ولا يشترى ، حسب تعبيره.
هناء السلطاني