languageFrançais

فيلم ''بنت الڨمرة'' ينزع غشاوة تخفي جمال أطفال القمر

هن جميلات بشخصياتهن ذكيات في فهم إختلافهن وعزيمتهن قوية رغم أن جمالهن لا تراه العيون التي عليها غشاوة هن ببساطة بنات القمر "لمياء وأية وسهام " بنات القمر لا تكرهن الشمس بل تتمنين الخروج واللعب والتمتع بأشعتها وكما قالت الطفلة آية إحدى الحاملات لهذا المرض في الشريط الوثائقي ''بنت القمرة" الشمس طبيعية خلقها ربي مانكرهاش أما مانخرجلهاش هذيكا حالتي أش قاتلي ''.


فتيات القمر في هذا الفليم هن من بين نحو ألف طفل في تونس مصابين بمرض Xeroderma Pigmentosum وهي أعلى نسبة  في العالم، مقارنة بـ 70 طفلاً في فرنسا و300 طفل في الولايات المتحدة.


إحدى البطلات الثلاث للفيلم 'لمياء حكيم' التي تبلغ من العمر  25 سنة، ومتحصلة على شهادة الماجستير في العلوم وتستعد لمناقشة دكتوراه في الجينات والوراثة، إحترق تفكيرها  في السنوات الأولى لطفولتها بالأسئلة وأسباب الإختلاف بينها وبين شقيقتها إلا أنها توصلت لفهم مرضها، وأن مشيئة إلهية جعلتها تتجنب نور الشمس ولكن في المقابل منحتها القدرة الإلهية قوة عزيمة لتقاومه وتنجح في حياتها الدراسية والاجتماعية بإبتسامة مشرقة وحب للفن والحياة.

تجاوزت لمياء الأسئلة وحتى جرح حبها لشاب قضت معه سنتين إلا انه هجرها لاحقا بسبب مرضها وتغلبت لمياء حتى على أحلام فتاة عادية بالزواج وتأسيس عائلة وأطفال متمسكة بالحياة والفرح لتجد في هواية الرقص ملاذا وفي التجربة السينمائية كبطلة لفيلم "بنت القمرة" سلاحا لمواجهة المجتمع.
 

نجحت لمياء  بفضل مشاركتها في الفليم في إيصال  رسالة  أنها بالاختلاف ورغم الاختلاف يجب أن تترك بصمة لها في هذا المجتمع خاصة بصفتها أمرآة تونسية حرة . وأكدت أن صدور الفيلم أثر إيجابا على حياتها لتؤمن بمسؤوليتها في الدفاع عن قضية أطفال القمر  بقوة مشيرة إلى بصمة الفيلم في بلوغ هذه الرسالة لعدد مهم من المجتمع في انتظار تعميمها على كل الفئات بكامل تراب الجمهورية والقضاء نهائيا على نظرات الاستغراب ونفور البعض من أطفال القمر في تونس حسب تصريحها لموزاييك .


وبالأمل والقوة نفسها أكدت 'سهام' الرسامة وذات الشخصية الكاريزماتية في الفيلم الوثائقي تغلبها وعدم إكتراثها  بنظرات المجتمع وممارسة حياتها بصفة طبيعية واضعة سماعاتها للتمتع بالموسيقى ومستمتعة بموهبتها في الرسم ولوحاتها المتعددة والجميلة في ورشتها الخاصة والتي تنتظر أن يشاهدها الجمهور الغفير في معرض خاص بها .


فيلم "بنت القمرة" للمخرجة التونسية هبة الذوادي إنتاج ندى مازني حفيظ هو نتاج ست سنوات من المتابعة لعدة حالات وقد تم عرضه للصحفيين وجمهور خاص  بمقر المعهد الفرنسي بتونس (IFT) مؤخرا لتوعية الرأي العام والسلطات بمأساة أطفال القمر في الشارع والمدرس والجامعة والأماكن العمومية . 


ترشح الفيلم  لجائزة أفضل شريط وثائقي خلال الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم التونسي سنـة 2019 وفاز أيضا بجائزتين الجائزة الثانية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بمصر (جائزة أحمد حضري لأفضل أول عمل)، و جائزة الكريديف لأفضل مخرجة سينمائية في  مهرجان بعيونهن  وتم إدراجه ضمن الأشرطة الطويلة خارج المسابقة في أيام قرطاج السينمائية لسنة 2018.

وتتمنى المخرجة هبـة الذوادي في تصريح لموزاييك تعاون القنوات التلفزية لعرض هذا الفيلم الوثائقي  للمجتمع لتغير نظرتهم ومساعدتهم على الإندماج بأريحية إلى جانب رغبتها مساعدة وزارتي التربية والتعليم العالي في تخصيص أوقات لمشاهدة العاملين في هذا القطاع والتلاميذ والطلبة للفيلم  لتوعيتهم بطرق التعامل مع هذه الفئة الخصوصية وتغيير عادات وبعض الأساليب المجتمعية التي تنفر منهم  في وسائل النقل والأماكن العمومية وغيرها لمضر ليس ذنبهم .

حظي الفيلم برعاية مخبر دولي للأمراض الجلدية، و Fondation Rambourg و Chiken&Egg Pictures و جمعية مساعدة أطفال القمر التي تدعم و تساعد الأطفال (تطلق عليهم تسمية أطفال القمر) الذين يعانون من مرض Xeroderma Pigmentosum  الذي يُرغم الأشخاص المصابين على حماية أنفسهم تمامًا من أشعة الشمس ومن أي أشعة فوق البنفسجية كما يمنعهم من البقاء في الضوء مهما كان السبب دون أن تتم تغطيتهم بالكامل، وإلا فإنهم سيتعرّضون إلى حروق وخطر الإصابة بالسرطـان (يقدّر خطر الإصابة بسرطان البشرة بأكثر من 4000 آلاف مرة).

هناء السلطاني