خبراء: الذكاء الاصطناعي وراء أغلب الهجمات الإلكترونية
أكد خبراء في مجال التسويق الرقمي والسلامة المعلوماتية أن الذكاء الاصطناعي بات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، داعين إلى التعامل معه بوعي ومسؤولية، لما يحمله من فرص كبيرة للتطور، ومخاطر جدّية على أمن البيانات الفردية والمؤسساتية.
تسهيل المهام وتحسين الإنتاجية
وقال محمد أمين دهماني، المختص في التسويق الرقمي، في تصريح لموزاييك إن الذكاء الاصطناعي "لم يعد ترفاً تقنياً أو حكراً على الشركات الكبرى، بل أصبح متاحاً للجميع، حتى للمستخدم العادي الذي يمكنه اليوم التفاعل مباشرة مع أنظمة ذكية مثل ChatGPT وغيرها".
وأضاف دهماني أن وتيرة تطور هذه التكنولوجيا سريعة جداً، "إلى درجة أنها باتت تدخل كل تفاصيل حياتنا اليومية ومختلف القطاعات المهنية".
وأوضح أن هناك جانبا إيجابيا كبيراً يتمثل في تسهيل المهام وتحسين الإنتاجية، لكن في المقابل "يمثل الذكاء الاصطناعي سلاحاً ذا حدّين، إذ يمكن استغلاله في أغراض ضارة مثل القرصنة أو التلاعب بالمعلومات".
عدم إدخال بيانات خاصة
وأشار محدثنا إلى أن نسبة الاختراقات الإلكترونية العالمية ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث بلغت في سنة 2024 حوالي 80% من الهجمات الإلكترونية التي استخدمت أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
.ودعا دهماني المستخدمين إلى توخي الحذر عند التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، قائلاً "من المهم أن نستفيد من هذه الأدوات بطريقة إيجابية، لكن علينا في المقابل أن نحمي أنفسنا وشركاتنا من تسريب المعطيات الحساسة أو الشخصية."
وشدد على ضرورة عدم إدخال بيانات خاصة أو معلومات داخلية عن الشركات في المحادثات مع برامج الذكاء الاصطناعي، لأنها "تُسجل وتُخزن ويمكن أن تُستغل من أطراف أخرى".
الثقافة الرقمية خط الدفاع الأول
من جانبه، أوضح أشرف بوسلام، المختص في إدارة السلامة التكنولوجية، لموزاييك أن التحدي الأكبر اليوم لا يكمن فقط في تطوير التقنيات الأمنية، بل في نشر الوعي والثقافة الرقمية لدى المستخدمين.
وقال بوسلام إن مؤسسات الأمن السيبرني العالمية مثل "كاسبرسكي" وغيرها تبذل جهوداً كبيرة في تطوير أدوات الحماية، "لكن يبقى العنصر البشري الحلقة الأضعف إن لم يُحسن استعمال هذه الأدوات".
وأضاف بوسلام "الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم جزءاً من منظومات الأمن المعلوماتي نفسها، لكن في المقابل يُستعمل أيضاً في الهجمات الإلكترونية. لذلك من الضروري أن نتعامل معه بعقلية الوقاية لا بعقلية الخوف."
عدم مشاركة المعلومات
ودعا بوسلام إلى تدريب العاملين في المؤسسات على كيفية التحقق من مصادر المعلومات، والتعامل الآمن مع البيانات، وعدم مشاركة المعلومات الحساسة عبر منصات الذكاء الاصطناعي أو الشبكات المفتوحة.
كما شدد على أهمية تحديث الأنظمة بشكل دوري واعتماد برمجيات حماية موثوقة، مؤكداً أن "السلامة المعلوماتية لم تعد مسألة تقنية فقط، بل أصبحت جزءاً من الثقافة المهنية لكل مستخدم".
كما خلص الخبيران إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية لا يمكن تجاهلها، لكن إدماجه في الحياة اليومية يجب أن يكون مصحوباً بوعي رقمي متزايد.
فالذكاء الاصطناعي بحسب رأيهما ليس عدواً يجب الخوف منه، بل أداة قوية يمكن أن تكون سبباً في التقدم أو في الكارثة، تبعاً لكيفية استخدامها.
صلاح الدين كريمي