كيف يتم اختيار أسماء الأعاصير؟

هارفي وإرما ليسا مجرد إسمين لاثنين من أقوى الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية هذا العام بل هما زوجان معمران أيضا حسب ما أوردت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية  التي أشارت إلى أن هارفي وإرما شلوتر متزوجان منذ 75 عاما، وقد أتم هارفي 104 أعوام في جويلية الماضي، بينما ستتم زوجته إرما 93 عاما في نوفمبر.

واعتاد المواطن الأمريكي على الأعاصير التي تجتاح بلاده،  والتي يصل عددها إلى 1200 إعصار سنويا، وتتفاوت قوتها والآثار التي تخلفها. ويطلق على هذه الأعاصير أسماء رجال و نساء يتم اختيارها من قبل خبراء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

والسبب وراء إطلاق أسماء على الأعاصير هو لتفادي الخلط أو الالتباس الذي قد يقع فيه الناس ، وخصوصا في بعض المناطق التي تكثر فيها الأعاصير المدارية ، فلتجنب سوء الفهم في التنبؤ بالطقس، وبالتالي في مسألة التحذيرات والتنبيهات من العواصف يتم إطلاق الأسماء على الأعاصير.

وكانت الأعاصير تسمى سابقا  بأسماء القديسين ثم درج على أن تسمى بأسماء السنوات التي تحدث بها وبعد ذلك بأسماء المدن التي تمر بها كإعصار ميامي وإعصار هيوستن.

وتعود بداية التسمية النظامية إلى عالم الأرصاد الجوية 'كليمنت راج' الذي  أطلق أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية على الأعاصير، ويقال انه في بعض الأحيان يطلق على الأعاصير أسماء النساء اللاتي يكرههن. وهناك رأي اخر يقول ان الأعاصير تسمى بأسماء النساء بدافع الأمل على أن تكون ناعمة ورقيقة ولطيفة.

لكن في الحقيقة توصل الباحثون في جامعة إلينوي إلى أن أعاصير المحيط الأطلسي القوية التي لها أسماء إناث، تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا أكثر من تلك التي حملت أسماء ذكور.

تمكن السياسيون أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية بأساليبهم المختلفة ، فألصقت التسمية بالعنصر النسائي الأضعف، وماعزز ذلك وجود توافق بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها لا تكتمه كحال الإعصار.

ولا تحمل العواصف الاستوائية أسماء الا إذا وصلت قوتها إلي ما بين 8 و11 درجه علي مقياس بوفورت، اي ما بين 65 و110 كلم في الساعه.وفي مطلع عام 1950 ظهر اول نظام لتسميه الأعاصير، حيث تم بداية اختيار الأسماء حسب الأبجدية الصوتية العسكرية، قبل ان يقرروا في عام 1953 العودة الي الأسماء النسائية وتم تعميم هذه الأسماء على مناطق عده بما في ذلك أعاصير المحيط الهادئ ، والمحيط الهندي، وبحر تيمور والساحل الشمالي الغربي لاستراليا .

فكان يطلق على الإعصار الاول اسم المرأة التي تبدأ باول حرف أبجدي ، والثاني باسم المرأة التي يبدأ اسمها بالحرف الأبجدي الثاني ، وهكذا مع مراعاة أن تكون الأسماء قصيرة يسهل نطقها وتذكرها ، و تم إعداد قائمه لـ 84 إعصار كلها بأسماء إناث.

عام 1979 تم وضع قوائم جديدة ، بمعدل قائمه لكل 6 سنوات تتضمن أسماء رجال ونساء على التوالي فتوضع أسماء مسبقة للأعاصير المتوقعة.

وهذه الأسماء تطلق تباعاً (وبحسب قائمه أبجدية) وغالباً ما تكون الأسماء المختارة متداولة بين الناس في المناطق التي تمر بها الأعاصير، بشرط الا يكون الإعصار مدمرا، فاذا زادت حده الإعصار يشطب الاسم من القائمة المستقبلية تشاؤما ويستبدل اخر به من النوع نفسه، يبدأ بالحرف ذاته فهذه الأسماء لن تتكرر مرة ثانية في القوائم المستقبلية.

ولم يتم الإعلان بعد عما إذا كان سيتم حذف "هارفي" أو "إيرما" من القائمة، ولكن بالنظر إلى "إيرما" فإنه بالفعل أحد أقوى الأعاصير المسجلة على الإطلاق في المحيط الأطلسي.

إعصار (كاترينا) أطلق على أول من اكتشفت قدومه إلي الشواطئ الأميركية، وهي موظفه عامله في مركز بحوث الأرصاد الجوية ، فأطلقوا اسم (كاترينا) على ذلك الإعصار وهكذا إعصار (ريتا).