languageFrançais

من بينها 'قبر الغول'.. أسماء مدارس غريبة وطريفة فما حقيقتها ؟


اقترنت اغلب اسماء المدارس الابتدائية في تونس بأسماء الاعلام والعلماء والشهداء والمناضلين و تواريخ ذات دلالة تاريخية  او عبارات تحفيزية للنجاح والمثابرة ... غير أن الأمر يختلف بعدد من المدارس الابتدائية بسليانة، فأسماء بعض المدارس الابتدائية الريفية غريبة وطريفة، فنجد مدرسة عين ام الاحبال، مدرسة قبر غول، مدرسة عرقوب الخلصة، مدرسة عرقوب كلاع ،مدرسة قبر كليب ،مدرسة دمان الخروب ،مدرسة عقبة السلوقي ،مدرسة الخنقة و غيرها من أسماء المدارس التي تعود لثمانينات وستينات القرن الماضي.

وفي البحث عن معناها تتعدد الروايات بين ماهو متعلق بخرافات متوارثة وبين ما هو في علاقة بمعالم اثرية غير معروفة بالجهة تعود لعصور قديمة وقبائل مرت من تلك الربوع ،  فما هي دلالات الأسماء التي اعتبرها البعض غريبة وهجينة عن مجتمعنا؟

نبيل الزايدي مختص في التراث المادي واللامادي بولاية سليانة, أفاد في تصريحه لموزييك ان اسماء المناطق او المدارس التي يعتبرها البعض غريبة وطريفة  وعجيبة الى حد ما، في الحقيقة هي مدخل لبحث انثروبولوجي في علاقة اما بالمخيال الشعبي لأبناء المنطقة او ذات دلالة تاريخية في علاقة بواقعة او بمعلم تاريخي "كقبر كليب" مثلا تتعدد حوله الروايات ويرجح ان اصل التسمية  تعود لقبائل الجزيرة العربية الذين قدموا وجلبوا معهم طقوسهم وعاداتهم وخرافاتهم ، وهنالك من التسميات التي تعود  لاسم متبرع  بقطعة أرض  اقيمت عليها المدرسة على  غرار مدرسة حانوت مرزوق فإسم المتبرع مرزوق كان له محل لبيع المواد الغذائية بالمنطقة، او اسم ولي صالح بالمنطقة على غرار مدرسة سيدي عامر وسيدي عياد ...

كما اشار الزايدي ان كل الاسماء  في علاقة بتاريخ قبائل مرت من تلك الربوع ولن تمحي من الذاكرة الشعبية وهي تعد تأريخ للمعتقدات و العادات، ويجب احترام المعتقدات و يجب العمل على مزيد البحث والتعريف بها وحمايتها كموروث لامادي  مميز لكل جهة.

ويضيف المربي الناصر العماري في تصريحه لموزاييك  ان هنالك بعض الأسماء حُرّفت وتم تغييرها كمدرسة قبر الغول  فأصل التسمية كان  قبو الغول ، و الغول ليس بالعلاقة بالخرافة والخيال إنما هو اسم فرنسي وينطق بحرف 'ڤ' و"ڤول" لقب  مستعمر فرنسي، لافتا الى ان اسماء المدارس لا تمثل مشكل لأبناء المنطقة بل مرجعا تاريخيا يوثق تعاقب القبائل والاجيال بمناطق لازالت محور بحث و تدقيق.

نبيهة الصادق 

share