languageFrançais

سعيّد: ستبقى تونس مستقلة أبد الدهر ودماء الشهداء لن تذهب هباء

أدّى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الثلاثاء 9 أفريل 2024، زيارة إلى متحف الذاكرة الوطنية بالسيجومي، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 86 لعيد الشهداء.

وأكّد الرئيس على أنّ تونس ستبقى مستقلة أبد الدهر، ودماء الشهداء لن تذهب هباء أبدا، قائلا إنّ "استقلالنا واستقلال قرارنا فوق كلّ شيء". 

وتحدّث قيس سعيّد في فيديو نُشر عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، عن تاريخ تونس وما قدّمه شهدائها من أجل الظفر باستقلالها وضمان الحرية والكرامة، مشيرا إلى أنّ تونس بلد لها تاريخ عريق وعديدة هي الوثائق والمراجع حول ذلك. 

واعتبر قيس سعيّد أنّ "تونس أمانة واستقلالها أمانة، وسيادتنا الكاملة كذلك أمانة، ولا يُمكن أن نفرّط في حبّة رمل واحدة ولا قطرة ماء واحدة من سيادتنا".

وختم الرئيس قائلا إنّ "هذا المعرض يبرز للعالم أنه لدينا تاريخ عريق وأعرق بكثير ممن يتوهمون أننا يمكن أن نستلهم منهم.. بالإمكان الاستلهام من التجارب الأخرى لكن لدينا حلول تونسية تونسية خالصة ونعتز بتاريخنا وبماضينا ونعمل من أجل مستقبل أفضل".

يشار الى أنّ متحف الذاكرة الوطنية بالسيجومي، يقع في الطابق السفلي للنصب التذكاري للشهداء (الذي أحدث سنة 1982 تخليدا لذكرى المقاومين الذين أعدمتهم السلط الاستعمارية في ذلك المكان بين سنة 1941 وسنة 1951)، وهو مجهز بأحدث التجهيزات السمعية البصرية، وفتح رسميا للزيارات المنظمة يوم 9 أفريل 2001.

ويشتمل المتحف على خمسة برامج أساسية، حيث يسلط البرنامج الأول الضوء على بعض المحطات والشخصيات التاريخية التونسية في شكل منحوتات على المعدن، في حين يتضمن البرنامج الثاني عرضا سمعيا بصريا حول مسرح المعارك التي دارت بين المقاومين وقوات الاستعمار.

أما البرنامج الثالث فيبرز مختلف الحضارات التي تعاقبت على البلاد ويعرض صورا حية عن نضال الشعب التونسي في مواجهة المستعمر، في حين يشتمل البرنامج الرابع على عرض وثائقي سمعي بصري يستعرض مسيرة الحركة الوطنية من أجل الاستقلال وتدعيم السيادة الوطنية.

ويتضمن البرنامج الخامس والأخير، عرضا سمعيا بصريا يرمز إلى تونس وهي بصدد توديع أحد أبنائها ليلة إعدامه من قبل السلط الاستعمارية، وينتهي ببروز قائمات إسمية للشهداء، اعترافا لهم بالجميل والعرفان.

وكان رئيس الجمهورية قد أشرف صباح اليوم، بروضة الشهداء بالسيجومي بتونس العاصمة، على موكب إحياء الذكرى السادسة والثمانين لعيد الشهداء. وحيا العلم على أنغام النشيد الرسمي واستعرض تشكيلة من الجيوش الثلاثة، ثم وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للشهداء وترحّم على أرواحهم الزكيّة.

وتحتفي تونس اليوم الثلاثاء بذكرى "أحداث 9 أفريل 1938"، التي يعرفها عموم التونسيين "بعيد الشهداء". وتعد هذه الأحداث من أبرز المحطات النضالية في تاريخ حركة التحرر الوطني من قيد الاستعمار الفرنسي، حيث خرج الشعب التونسي بكل شرائحه وفئاته وأجياله وخاصة بمشاركة المرأة التونسية لأول مرة، للتظاهر يوم 9 أفريل 1938 احتجاجا على اعتقال عدد من زعماء الحركة، وقوبلت هذه المظاهرة بقمع كبير من قبل السلطات الاستعمارية أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء.

share