مجزرة الأمراء:الريتز كارلتن الفندق الملكي المرجح احتجاز المعتقلين فيه
بات الزلزال السياسي والإقتصادي الذي هزّ المملكة العربية السعدية ليلة السبت الماضي حديث القاصي والداني ويثير الآلاف من التعليقات عبر وسائل التواصل الإجتماعي في مختلف أنحاء العالم بالنظر إلى الوزن الثقيل للمعتقلين من أمراء ورجال أعمال ومسؤولين رفيعي المستوى، بل إنّ أحد المعتقلين كاد أن يكون ملكا للسعودية، ويتعلّق الأمر بمتعب بن عبد الله الذي أعفي من منصبه كوزير للحرس الوطني ساعات قبل اعتقاله، اضافة إلى الميلياردير الأمير الوليد بن طلال أحد أثرى أثرياء العالم.
ومن بين ما يثار من مواضيع حول هذه الإيقافات، مكان اعتقال المعتقلين الملكيين، ويُعتقد انّهم محتجزون بفندق الريتز كارلتون الذي يقع على طريق مكة الرياض، الذي صمّم ليكون قصر ضيافة ملكي.

وما يزال كلّ ما يقال في هذا الخصوص يصنّف ضمن الشائعات إلاّ أنّ توقف النزل القصر منذ السبت 4 نوفمبر عن استقبال أي زوار يعزّز تلك الشائعات، اضافة إلى عدم امكانية الحجز بالفندق، ويمكن التأكد من ذلك بمجرد الدخول إلى موقع الفندق لحجز غرفة أو جناح لتظهر رسالة مفادها أن كلّ الغرف محجوزة، وستظهر خيارات لفنادق أخرى يمكن الحجز فيها، ما يعطي دلالة على أنّ القضية قد تطول.
وأشار مغرّدون على تويتر إلى أنّ عملية إخلاء الفندق من النزلاء انطلقت من الساعة 11 ظهرا، أي قبل صدور الأوامر الملكية بعشر ساعات، وقبل موجة الإعتقالات.

وكانت إدارة الفندق في وقت سابق وضعت منشورا في الفندق قدّمت فيه اعتذارا للزبائن ذكرت فيه: قالت فيه "نظراً لظروف خارجة عن إرادتنا نودّ إحاطتكم أنه يتعين علينا الموافقة على طلب من الجهات العليا، بأن يكون آخر موعد للمغادرة الليلة 11 مساء ولن يتم تمديد أي طلبات للبقاء بسبب إجراءات أمنية مشددة".
وصمّم فندق الريتز كارلتون بالرياض ليكون قصر ضيافة ملكيا لإقامة الشخصيات البارزة ورؤساء الدول.

وقد أقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته للمملكة بالفندق، وهو تابع لمجموعة فنادق ماريوت التي تملكها عائلة ماريوت الأميركية، وتعتبره العائلة المالكة السعودية الفندق الرسمي لها.

وتمّ الإعلان يوم السبت الماضي عن قائمة بأسماء وصور وصفات وأعمال الأمراء والمسؤولين الذين تم توقيفهم من أبرزهم الأمير الوليد بن طلال، ومتعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني المعفى، والأمير ناصر بن تركي رئيس الأرصاد، وتركي بن عبد الله أمير منطقة الرياض سابقا.
ووجهّت للمعتقلين تهما بالفساد وبتبييض الأموال.
ويرى ملاحظون بأنّ هذه الإعتقالات تمهّد لتسلّم ولي العهد محمّد بن سلمان السلطة وخلافة أبيه على عرش المملكة احترازا وتوقيا من أي تململ أو اعتراض صلب العائلة الحاكمة.
من جهة أخرى ذكر المغرد المعروف باسم ''مجتهد'' على حسابه في تويتر أنّ الاعتقالات التي طالت 18 أميرا وعشرات المسؤولين الكبار تأتي بغاية الاستيلاء على أموالهم.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أصدر مساء السبت، أمرا بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، للتحقيق في قضايا الفساد، واتخاذ ما يلزم تجاه المتورطين.
ويمنح الأمر الملكي للجنة مهام بينها "حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام".
كما تتولى اللجنة مهام "التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها".