languageFrançais

سوريا..ثلاثة قتلى على الأقل خلال تفريق متظاهرين علويين

قتل ثلاثة أشخاص على الأقل الأحد جراء إطلاق نار أثناء تظاهرات احتجاجية للعلويين في غرب سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية، اثنان منهم برصاص قوات الامن بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وشارك الآلاف من سكان محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية في تظاهرات دعت إليها مرجعية دينية علوية، احتجاجا على انفجار استهدف مسجد في حي للطائفة بمدينة حمص، في اعتداء فاقم مجددا مخاوف الاقليات في البلاد، بعد عام من وصول السلطات الانتقالية إلى الحكم.

ومنذ ظهر الأحد، تجمع مئات المتظاهرين في مدينة اللاذقية، وسرعان ما تخلل العنف التجمّع إذ خرج مؤيدون للسلطة في تظاهرة مضادة، وأطلقت قوات الجيش والأمن التي انتشرت بكثافة الرصاص لتفريق المحتجين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، بأن قوات الأمن قتلت شخصين أثناء تفريقها تظاهرة في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب).

كما أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس بأن مستشفى في المنطقة استقبل جثتين.

من جانبها، لم تؤكد السلطات أنها أطلقت النار على المتظاهرين، لكنها أعلنت "احتواء الموقف" واتهمت أنصارا للرئيس المخلوع بشار الأسد بـ"إطلاق النار في الهواء" ومهاجمة قوات الأمن "ما أدى إلى إصابة بعض عناصرنا، وتكسير سيارات"، وفق بيان لقائد الأمن الداخلي في اللاذقية.

وفي وقت لاحق، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية، نقلا عن مديرية الصحة في اللاذقية "وفاة 3 اشخاص وإصابة 60 آخرين باعتداءات فلول النظام البائد على قوات الامن والمدنيين خلال الاحتجاجات في المدينة".

وأكّد مصدر أمني لوكالة فرانس برس أن أحد القتلى هو عنصر يتبع للأمن العام ضمن جهاز الشرطة.

وأفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية العميد عبد العزيز الأحمد، عن تعرّض "قواتنا الأمنية والمحتجين.. لإطلاق نار مباشر من جهة مجهولة"، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين وعناصر الأمن.

والهجوم على المسجد الذي تبنته جماعة تحمل اسم "سرايا أهل السنة"، هو الأحدث ضد الأقلية العلوية التي تعرضت لحوادث عنف عدة منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، المنتمي لهذه الطائفة، في ديسمبر 2024.

ونُظّمت تظاهرات الأحد بعد دعوات من الشيخ البارز غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الذي دعا السبت إلى أن "نري للعالم أن المكوّن العلوي لا يمكن أن يهان أو يهمّش".

وأضاف غزال في فيديو نشره على فيسبوك "لا نريدها حربا أهلية، نريدها فدرالية سياسية، لا نريد إرهابكم، نريد حقنا بتقرير مصيرنا".

وفي وقت لاحق الأحد، نشر المجلس بيانا اتهم فيه السلطات بمهاجمة "مدنيين عُزّل خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة"، ودعا المتظاهرين إلى "الحفاظ على سلامتهم والعودة إلى بيوتهم".

وحمل متظاهرون صورا للشيخ غزال إلى جانب لافتات تعبر عن دعمهم له، بينما كانوا يهتفون مطالبين بنظام سياسي لامركزي.

كما كتبت على لافتات شعارات ضد "الخطاب الطائفي".

وتقطن غالبية سنية مدينة حمص، حيث وقع تفجير الجمعة، لكنها تضم أيضا عدة مناطق ذات غالبية علوية. ويتواجد معظم العلويين في محافظتي اللاذقية وطرطوس في منطقة الساحل.

ومنذ سقوط الأسد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان محافظة حمص بوقوع عمليات خطف وقتل استهدفت الأقلية العلوية.

وشهدت سوريا عدة موجات دموية من العنف الطائفي، أبرزها في منطقة الساحل بحق مدنيين علويين في مارس، بعدما اتهمت السلطات الجديدة في دمشق أنصارا مسلحين للأسد بإشعال العنف من خلال مهاجمة قوات الأمن.

وقالت لجنة تحقيق وطنية إن ما لا يقل عن 1426 علويا قتلوا في أعمال العنف، بينما قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد القتلى بأكثر من 1700.

وفي أواخر الشهر الماضي، تظاهر آلاف الأشخاص في الساحل احتجاجا على هجمات جديدة استهدفت علويين في حمص ومناطق أخرى.

قبل وبعد أعمال العنف الدامية في مارس، نفّذت السلطات حملة اعتقالات واسعة النطاق في مناطق ذات غالبية علوية، كانت أيضا معاقل سابقة لنظام الأسد.

وطالب المتظاهرون الأحد بالإفراج عن المعتقلين.

والجمعة، أفاد التلفزيون السوري الرسمي بإطلاق سراح 70 موقوفا في اللاذقية "بعد ثبوت عدم تورطهم في جرائم حرب"، قائلا إن المزيد من عمليات الإفراج ستتم تباعا.

(أ ف ب)

share