languageFrançais

أكثر من 500 ألف جزائري دخلوا تونس عبر القصرين خلال العام الجاري

شهد النسق الإجمالي لدخول الوافدين الجزائريين إلى تونس عبر المعابر البرية بولاية القصرين، خلال سنة 2025، تطورا واضحا مقارنة بسنة 2024. 

وسجّلت الأرقام ارتفاعا ملحوظا في حجم العبور بتجاوز العدد الجملي للوافدين عبر معبري بوشبكة وحيدرة معا نصف مليون وافد خلال سنة 2025، وإلى حدود شهر نوفمبر، بعد أن ناهز عدد الوافدين الجزائرين على تونس عبر المعبرين المذكورين 440 ألف وافد، سنة 2024.

وفي معبر بوشبكة، ارتفع العدد الجملي للوافدين من 255 ألفا سنة 2024، إلى أكثر من 291 ألف وافد إلى حدود شهر نوفمبر من سنة 2025، أيّ بنسبة نمو تناهز 14%.

فبعد أن شهدت الأشهر الأولى من السنة تراجعا ملحوظا في عدد الوافدين، تطور النسق تدريجيا انطلاقا من شهر أفريل من سنة 2025، وتطوّر  بشكل متسارع خلال أشهر الصيف وبداية الخريف، خاصة في أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر التي مثّلت ذروة العبور.

معبر حيدرة

أما معبر حيدرة، فقد سجّل تطورا إجماليا أكثر قوة. فقد ارتفع عدد الوافدين من نحو 190 ألف زائر سنة 2024 إلى قرابة 230 ألف وافد سنة 2025، محققا بذلك نسبة نمو فاقت 21 %، حسب البيانات التي تحصلت عليها موزاييك.

وتميّز معبر حيدرة بنسق أكثر انتظاما على امتداد سنة 2025، مع تسجيل زيادات شبه متواصلة في أعداد الوافدين الجزائريين، باستثناء تراجع طفيف خلال شهر مارس، قبل أن تبلغ نسب النمو ذروتها في الخريف، ثم خصوصا في شهر نوفمبر المنقضي.

ويكشف هذا التطور في النسق الإجمالي لعبور الوافدين الجزائرين عبر معبريْ القصرين أن هذه الديناميكية لم تعد مرتبطة فقط بالموسم السياحي الصيفي، بل أصبحت أكثر امتدادا زمنيا، لأغراض سياحية أو علاجية أو تجارية أو عائلية، أو أخرى...

ويُفَسّر هذا النمو انطلاقا من القرارات التحفيزية للحكومة الجزائرية لمواطنيها على السياحة، فضلا عن ارتفاع الرحلات السياحية المنظمة من الجزائر، إضافة إلى تحسن الخدمات وتنوع العرض السياحي في تونس، وفق مصادر موزاييك.

من جهة أخرى، يحافظ معبر بوشبكة على صدارته في من حيث حجم وأعداد العابرين في جهة القصرين، في حين يسجّل معبر حيدرة نسق نمو متسارع وصاعد في الفترة الأخيرة.

هذه الانتعاشة الإجمالية في نسق عبور الجزائرين عبر القصرين، لم تستفد منها ولايات الوسط الغربي، بصفة ملحوظة، وبقيت تمثل مناطق عبور، رغم امتلاكها لمقومات سياحة بديلة حقيقية، مثل المواقع الطبيعية والأثرية والتاريخية والاستسفائية، مع تواصل تسجيل نقص  في طاقة الإيواء، ومراكز التنشيط، والإشهار، وغيرها، حسب ما علمت به موزاييك. وهو ما يمثل تحديا حقيقيا لخلق تنمية محلية لا تبقى فيها حركية المعابر في القصرين مجرد مؤشرات عددية وبيانية لا تأثير حقيقي لها على الجهة، على أرض الواقع.

برهان اليحياوي

share