الفستق البيولوجي بسيدي بوزيد: ثروة مجهولة.. قيمته تضاهي الذهب
تبلغ مساحة الأراضي المعدة للفلاحة البيولوجية بسيدي بوزيد حوالي 8203 هكتار وهي مخصصة لغراسات الزياتين والأشجار المثمرة والنباتات الطبية والعطرية والمراعي فيما لا تتعدى المساحة المخصصة لزراعة الفستق البيولوجي الـ4 هكتارات في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب العالمي على هذه المادة (الفستق).
ومن المنتظر أن تصل نسبة الطلب العالمي على الفستق خلال الفترة المتراوحة بين 2024 و2029 إلى 4.47% حسب شركة أبحاث السوق Modor intelligence لتمر بذلك قيمة إنتاج الفستق من 4.7 الى 5.85 مليار دولار أمريكي وهو ما يؤكد مستقبل سوق عالمية واعدة لإنتاج الفستق البيولوجي.
هذا الوضع يستوجب من فلاحي سيدي بوزيد مزيد العمل على تطوير منتوجاتهم من الفستق بالجهة بما يتماشى والتغيرات المناخية وإستشراف قيمته حتى يحظى بالمكانة الهامة لدى الفلاحين سيما وأن الغراسات الأخرى بما في ذلك الزياتين والكروم وسائر بقية الأشجار المثمرة قد شهدت السنوات القليلة الماضية تذبذبا في مستوى الأسعار رغم جودة إنتاجها -وفق دراسة علمية- أعدها في الغرض الدكتور محمد شوشان رئيس قسم الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد .
الفستق قادر على التكيف مع المناخ والتربة
وتفيد الدراسة العلمية آنفة الذكر، إمكانية توجه الفلاحين بالجهة إلى غراسة أشجار الفستق لأنها غير مستنزفة للطاقة المائية وذات جدوى إقتصادية هامة ولأنها قادرة كذلك على التأقلم مع المناخ وتتكيف مع التربة على تنوعها بما فيها من تربة فقيرة وهشة
كما أثبتت الدراسة أن شجرة الفستق تتلاءم كثيرا والمعطيات الطبيعية للجهة ولها مستقبل واعد على المستويين المحلي والوطني.
وتفيد أن ما أحدثته التغيرات المناخية على المخزون المائي من جهة والنمط الزراعي المجحف الذي استنزف خصوبة الأرض لتصبح بذلك فقيرة من المواد العضوية وحاضنة لأنواع مختلفة من الأمراض بسبب التداول الزراعي الذي قام به الفلاح على مر السنوات الماضية من جهة أخرى فإنه بات ضروريا على الفلاحين التفكير في غراسة أشجار الفستق كبديل متأقلم مع المناخ (صيف حار وشتاء بارد ) ومع التربة الحمضية و الجافة والخفيفة وخاصة منها التربة ذات الملوحة المرتفعة.
الفستق صيدلية متنقلة
أكد العلماء في معظم دراساتهم أنّ حبات الفستق تحتوي على مضادات الأكسدة وغنية بالألياف التي تساعد على تقليل مستوى الكوليسترول والسيطرة على السكري وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المستعصية على غرار مرض "السرطان" عافى الله الجميع منه
وأكدت دراسات أخرى أن العديد من البلدان قد أدخلت إنتاج الفستق في موروثها المادي واللامادي على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإيران والصين وسوريا وهذا ما يؤكد كذلك أن الفستق قطاع واعد من حيث الإنتاج والاستهلاك.
من أجل تركيز منصة إنتاج
ويدعو قسم الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد منتجي الفستق للإنخراط في المنظومة البيولوجية وإلى ضرورة التشكل في هياكل مهنية من أجل الضغط على مصاريف المصادقة والمراقبة حتى يجد الفلاح مكانته المرموقة من حيث بيع المنتوج بالأسعار التفاضلية وإستقطاب ممولين أجانب بغية إحداث منصة تسعى إلى تجويد وتحسين التقنيات الزراعية للفستق وتسهيل النفاذ إلى الأسواق الداخلية والخارجية على غرار منصة إنتاج الفستق بـ"ماجل بلعباس" بولاية القصرين ومنظومة إنتاج الفستق بجهة قفصة اللتين لقيتا تمويلات و تشجيعات من منظمات أوروبية معترف بها من بينها وكالة التعاون الألمانية GIZ.
وللإشارة فإن الدكتور محمد شوشان رئيس قسم الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد قد أثث اليوم الجمعة 16ماي 2025 ورشة عمل حول "تطوير منظومة الفستق" وذلك بمنطقة "أولاد بدر" التابعة لمعتمدية السوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد في إطار الإحتفال بالأيام الجهوية للفلاحة بالجهة.
وقد حضر الورشة عدد هام من منتجي الفستق بالجهة وعبروا من جانبهم عن أهمية إستفادتهم من محتوى هذه الورشة وإستعدادهم المطلق للإنخراط في المنظومة البيولوجية بالجهة.
محمد صالح غانمي