languageFrançais

صادق الحمامي: الرقابة الذاتية أخطر انحراف قد يصيب الصحافة والإعلام

بيّن صادق الحمامي الأستاذ والباحث في علوم الميديا والاتصال، في برنامج ''ميدي شو'' اليوم الاثنين 27 ماي 2024، أنّه من وظائف الإعلام العمومي الأساسية والأولية هي احتضان النقاش العام وهذا لا يحصل اليوم في تونس، وفق تقديره.

وأشار الحمامي إلى وجود من يعتقد أنّ الإيقافات الأخيرة في صفوف الإعلاميين والصحفيين تتنزل في إطار، ما يصفونها بـ''معركة تحرير الإعلام''، في المقابل تتمثل هذه المعركة الحقيقية في إصلاح الإعلام لا قتله، وفق تعبيره.

ويرى الأستاذ والباحث في علوم الميديا والاتصال أنّ السلطة السياسية هي المسؤول الأول والأخير عن وضعية الإعلام، لأنّ الصحفي لا يشتغل لصالحه بل يشتغل داخل مؤسسة، وهذه المؤسسة هي يجب أن توفر له شروط الجودة، وفي تونس عديد المؤسسات العمومية مسؤولة من الدولة، ما يعني أنّ ما أصاب الإعلام وجعله في حالته الراهنة هي الدولة التي تتلكأ في إصلاحه، وفق تعبيره.

واعتبر أنّ السلطة تحبّذ نموذج ''حلقة الوصل'' بالنسبة للإعلام ما يعني ''أنا انتج وأنت تنقل''، حيث تقوم مكاتب الاتّصال بصياغة البلاغات والبيانات والصحفي ينقل، وبالتالي ''صحافة النقل'' وهو نموذج انطلق منذ الاستقلال ومستمر إلى اليوم، وهذا ما نراه أحيانا مع أخبار الثامنة على القناة الوطنية الأولى. 

المرسوم 54 خلق حالة من الرقابة الذاتية

وشدّد على أنّ المرسوم 54، خلق حالة من الرقابة الذاتية وهي أخطر انحراف على الإطلاق، حيث يصبح الصحفي حاجب ما يعتقد أنّه يغضب السلطة على الجمهور، وبالتالي النتيجة هي إفساد الإعلام، قائلا: ''الخوف يقوّض المنهجية الصحفية القائمة على السعي إلى الحقيقة''.

وأكّد أنّ المرسوم 54 لا يعطي للدولة آليات بناء الرأي العام محمي من التضليل الإعلامي، بل هو مرسوم يحمي بعض الأشخاص، كما عطّل الخدمة الصحفيّة لأنّه خلق حالة الرقابة الذاتية.

وأبرز الصادق الحمامي أنّ الرأي العام في تونس لا يتحصل على المعلومات التي يجب أن يتحصل عليها ويتحصّل على معلومات غير مكتملة نظرا للقطيعة بين الإعلام والجمهور والتي سعى إليها البعض منذ 2011.

للصحافة وظائف أخرى..

"وللصحافة وظائف أخرى وهي التحري الذي يعتبره البعض روح الصحافة، ثمّ التفسير والريبورتاج والتحرير وصحافة البيانات وفي أعلى مرتبة نجد صحافة الاستقصاء، وكل هذه الوظائف غير مرغوبة فيها من طرف النخب السياسية والسلطة"، يقول ضيف ميدي شو.

كما تحدّث عن وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في نقل المعلومة، واصفا إياها بـ''الفضاءات الملوّثة التي تضلّل المعلومات''.

"الدولة بصدد التفريط في الرأي العام لصالح الشبكات الاجتماعية هذه القوى الغامضة، التي تخذي مشاعر الحقد والغضب والشماتة" يقول ضيف ميدي شو ويضيف: ''هذا النوع من الرأي العام الذي تنتجه هذه الشبكات خطر على المجتمع.. وبالتالي على الدولة حماية الرأي العام وبالتالي حماية المجتمع من كل ما سبق لأنه بتفريط الدولة في الرأي العام فهي تفريط في أحد مجالات السيادة''.