languageFrançais

مختار بن نصر: أحداث بن قردان نقطة فارقة في حرب تونس على الإرهاب

This browser does not support the video element.

تُحيي تونس اليوم الخميس 7 مارس 2024 الذكرى الثامنة لأحداث بن قردان التي عاشت على وقعها المنطقة في 7 مارس 2016، هذا التاريخ الذي مثّل نقطة فارقة في تاريخ الحرب على الإرهاب في تونس. حيث التحم الشعب مع قوات الجيش والأمن الوطنيين وتمّ التصدي بنجاح خلال ساعات عصيبة لهجوم داعش الإرهابي المباغت على المدينة في محاولة للسيطرة عليها وجعلها إمارة داعشية.

وفي هذا السياق، أكّد العميد مختار بن نصر، الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، في مداخلة هاتفيّة خلال برنامج "ميدي شو"، الخميس 7 مارس 2024، أنّ ما حدث بتاريخ 7 مارس 2016 ملحمة بكلّ ما تحمله الكلمة من معاني، وذلك بالنظر إلى لُحلمة كلّ القوى التونسيّة من أمن وجيش ومواطنين، في ردّة فعل سريعة جعلت من بن قردان الصخرة التي تحطّمت عليها عظام "داعش" الإرهابي.

وأشار مختار بن نصر في مداخلته الهاتفيّة، إلى أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي في تلك الفترة كان في أوجه انتشاره، حيث سيطر على مناطق مهمة وحساسة في كلّ من سوريا والعراق وليبيا، واستولى على أسلحة خطيرة، حتّى أنّه سيطر على البنك المركزي العراقي، فضلا عن أنّه كان يبيع النفط بطريقة مهولة.

لماذا مدينة بن قردان؟

وبيّن مختار بن نصر أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي اختبار بن قردان بالنظر إلى أنّها مدينة حدوديّة كبيرة تضم 66 ألف ساكنا (عام 2014)، إضافة إلى أنّها هيئوا قاعدة لوجستية وقتالية على مقربة منها داخل ليبيا، في مخطّط كامل يهدف إلى إحداث خلافة في جنوب تونس، وشمال أفريقيا.

لكن مخططات هذا التنظيم الإرهابي باءت بالفشل، بعد أن خُيِّل له أنّ الأمن والجيش التونسييْن غير قادريْن على التصدّي لهم، وأنّ أهالي بن قردان سيصطفون إلى جانبه ضدّ بلادهم، إلاّ أنّه صُدِم لحمة التونسيين ووقوفهم في وجه العدو الإرهابي بكلّ شجاعة، وفق قول بن نصر الذي أشار إلى أنّ "نساء وشيوخا ورجالا.. جميعهم يلاحقون الإرهابيين ويُطاردونهم بكلّ شجاعة، في العادة البشر يحتمي ويبحث عن مخبأ في مثل هذه الحالات، لكن بن قردان كانت التاريخ..".

وأشار المتحدّث إلى أنّ "داعش" الإرهابي تلقى قبل أسبوع من هجومه على بن قردان ضربة قاسيّة في صبراطه (قرب العاصمة الليبية طرابلس)، بعد الغارة الأمريكيّة التي استهدفت عددا من عناصره، والتي كانت باستخبارات تونسيّة.

ونبّه المتحدّث إلى أنّ "الخطر يبقى دائما موجود، ومحاربة هذا الفكر لا يُمكن أن تكون بالسلاح فقط".

وقدّر أنّ بن "قردان كانت منعرجا مهما في تعامل السلطات التونسية مع خطر الإرهاب، حيث تكاثفت بعد ذلك كلّ الجهود وطوّرنا جهاز الاستعلامات الخاصّ بنا".