languageFrançais

مهرجان الحمامات يحتفي بـ'القناوة النسوية'

في ثالث سهرات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، احتضن المسرح مساء الأحد 13 جويلية 2025 عرضًا موسيقيًا مغاربيًا جمع بين الفنانة المغربية هند النعيرة والفنانة الجزائرية جازية ساطور، في تجربة موسيقية تزاوج بين الروحانية والتجريب، مستوحاة من موسيقى القناوة.

صوت أنثوي في عالم القناوة الذكوري

وافتتحت الفنانة المغربية هند النعيرة السهرة بكلمة ترحيبية باللهجة المغربية قائلة "مرحبا بينا في بلادكم، وأنتم ناس زوينين بزاف".

وقدمت عرضًا مفعمًا بالحيوية انطلق بالتعليلة المغربية التقليدية، وسط تفاعل لافت من الجمهور الذي شارك بالتصفيق والرقص على إيقاعات  الفرقة المزركشة بالأزياء القناوية الأصيلة

وقدمت هند النعيرة عدد من أغانيها مثل ،بانا، يا رسول، بابا ميمون، بحراوي مول لمى، عائشة ..

أول مشاركة في تونس

وفي الندوة الصحفية التي تلت العرض، عبّرت النعيرة عن سعادتها بأول مشاركة لها في تونس، ووصفت حضورها في مهرجان الحمامات بقولها "شرف ليا الوجود في مرجان عمره 59 عامًا".

وأضافت "القناوة موسيقى روحانية، وعالمها ظل حكرًا على الرجال، لكن المرأة قادرة على أن تخلق بصمتها فيه"

وتُعد هند النعيرة من أوائل النساء المغربيات اللواتي اقتحمن عالم القناوة، وهي ثاني عازفة محترفة على آلة القمبري في المغرب.

منذ انطلاقتها عام 2016، سعت إلى تطوير هذا اللون الموسيقي التراثي من خلال فرقتها الخاصة، مؤكدة أن "القناوة موسيقى عالمية قابلة للتطور والاندماج مع أنماط موسيقية مختلفة، دون أن تفقد بعدها الروحي".

جازية ساطور: موسيقى من أجل الحرية والهوية

من جهتها، قدّمت الفنانة الجزائرية جازية ساطور عرضًا استثنائيًا يزاوج بين الأصالة والحداثة من خلال موسيقى القناوة والجاز والموسيقى الإلكترونية. وقدمت في العرض عددا من أغانيها مثل نجمة الريح، وذكريات، وغونية، ومسيرة...

عرض  بدأته بارتداء الكوفية الفلسطينية تضامنًا مع غزة، موجهة من خلال أغانيها رسائل قوية عن الحرية، والعبودية، ومساهمة الشعوب الإفريقية في تشكيل الذاكرة الموسيقية للعالم.

من تنوع خلفيتها الثقافية

وفي الندوة الصحفية، وصفت ساطور مهرجان الحمامات بـ"الاكتشاف"، مشيدة بجمهور الحمامات الذي وصفته بـ"الممتاز". 
وتحدثت جازية عن اشتغالها العميق على المزج الموسيقي، الذي يتغذى من تنوع خلفيتها الثقافية وثراء بيئتها الأسرية، قائلة "استمعت منذ طفولتي لموسيقات من مختلف بقاع العالم، وهذا ما شكّل هويتي الفنية".

كما كشفت عن حرصها على التعاون مع كتّاب بالعربية، واختيار عناوين أغانيها في المراحل النهائية لإنتاج الألبومات، ومنها ألبومها "أصوات". 
وأضافت جازية ساطور"أشعر بتقارب كبير مع الشعب التونسي، هذا البلد المنفتح على العالم".

بين الروحانية والحرية... أنثى القناوة تصدح من الحمامات

كانت سهرة هند النعيرة وجازية ساطور بمثابة احتفال نسوي بالقناوة، وبالموسيقى كوسيلة تحرر وتعبير. 

وشكّل اللقاء بين فنانتين من الضفة المغاربية فسحة موسيقية آسرة، أكدت أن التراث قابل للتجديد، وأن الأصوات النسائية قادرة على صنع الفرق في أكثر الأنماط ارتباطًا بالماضي.

صلاح الدين كريمي