languageFrançais

أنطاليا تنافس اسطنبول لاستقطاب التونسيين (صور وفيديو)

مبعوثة موزاييك أميرة العلبوشي تجوّلت في مدينة أنطاليا التركية التي تحولت من منطقة فلاحية بالأساس مختصة في زراعة الطماطم والقوارص، إلى منتجعات سياحية فخمة منذ بداية التسعينات وتضمَ حاليا 360 فندقا من صنف 5 نجوم.


أنطاليا التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب غرب تركيا  يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و600 ألف نسمة تحيط بها جبال طوروس المكسوة بغابات الصنوبر، تكون فيها الشمس ساطعة على امتداد 300 يوما في السنة ما يجعل السياح يقومون بالتزلج في قمم الجبال ثم ينزلون للسباحة في البحر وممارسة الألعاب الرياضية الساحلية خاصة سباق القوارب الشراعية فوق الأمواج.


في أنطاليا أيضا ميناء سفن كان قد حاز على الجائزة العالمية، جعل من المدينة التي تقع في الحي القديم الأثري في قلا ايجي الذي يجمع الأحياء القديمة بشوارعها الضيقة ومساكنها الخشبية بالمحلات التجارية.


والملاحظ أنّ أغلب أصحاب الفنادق السياحية والمنتجعات هم نساء بسبب عادة توارثها سكان المنطقة حيث يقع منح الأراضي الخصبة المعدة للزراعة للذكور عند تقسيم الإرث والأراضي الرملية قرب البحر للنساء لأنها لا تصلح للزراعة ما جعل اليوم كل السلاسل الفندقية على ملك نساء أنطاليا.


أنطاليا تفقد سياحها بسبب الأزمة الروسية التركية


هذه المدينة كانت تستقطب بالأساس السياح الروس لكن بعد التصريحات الروسية الحادة ردا على إسقاط طائرتها الحربية من طرف القوات الجوية التركية ظهرت أزمة عميقة بين البلدين نتيجة مشاكل تراكمت خلال السنوات القليلة الماضية، مما اثر على عدد السائحين القادمين من روسيا فقلّ عددهم الأمر الذي بدأ ينذر بموسم سياحي "باهت"، فكانت الفكرة أن يقع التوجه نحو أسواق جديدة وجنسيات أخرى لسدّ الفراغ.


هذه الفكرة حولها رجل الأعمال سردار المشهداني صاحب شركة "الكرنك" للسياحة والسفر إلى واقع، حيث قرر العمل على استقطاب سياح المغرب العربي إلى تركيا وأنطاليا بالخصوص.

 

وقد قامت شركة "الكرنك" التركيّة بدعوة أصحاب أكثر من 20 وكالة أسفار تونسيّة لزيارة المدينة بالتعاون مع الخطوط الجويّة التركيّة لاكتشاف سحر هذه المنطقة الطبيعي ذات المنتجعات والفنادق الفخمة.


اسطنبول تهيمن على بقية المدن التركية


وأوضح في تصريح خصّ به موزاييك أنّ اسطنبول تستقبل سنويّا 3 مليون و100 ألف سائح عربي فيما تستقبل أنطاليا 80 ألف، رغم الخدمات الراقية والفخمة التي تقدمها منتجعاتهاّ، متابعا أنّه تم اتخاذ إجراءات خاصة لاستقبال سياح المغرب العربي والأخذ بعين الاعتبار إمكانياتهم المادية.


وشدد سردار المشهداني على أن أنطاليا تعدّ من أرخص الوجهات السياحية مقارنة ببقية المدن التركية حيث تم التخفيض في التعريفة بحوالي 40% مقارنة بالسنوات الماضية لتشجيع السياح على القدوم.


210 دولار تكلفة أسبوع في أحد فنادق أنطاليا


وفي سؤاله عن تكلفة الإقامة في أحد نزل أنطاليا (من فئة 3 نجوم) لمدّة أسبوع، قال مالك شركة الكرنك إنّ سعر الليلة الواحدة في حدود 30 دولار ما يعني أنّ قضاء أسبوع سيكلّفه 210 دولار إضافة إلى 300 دولار ثمن التذكرة "وإجمالا قضاء أسبوع بتكلفة جملية تقدر بحوالي 500 دولار أمر في متناول أغلب السياح" على حد تعبيره.


كما تحدث المشهداني عن مساعيه لتسهيل منح تأشيرات السفر لبعض السياح العرب الذين فرضت عليهم التأشيرة وإيجاد طريقة لتتكفل شركة الأسفار بالتعاون مع الخطوط التركية بمصاريفها.


عبود شاكر من شركة الكرنك للسياحة والسفر تحدث بدوره إلى موزاييك عن المساعي المبذولة لاستقبال المزيد من السياح العرب وبالأساس من تونس والجزائر والمغرب والعراق وعمان والسعودية بعد خسارة السائح الروسي ونقص عدد الألمان.


وأشار إلى قيام "الكرنك" باعداد دراسة لمعرفة خصوصيات السياح الجدد التي تنوي استقطابهم في المواسم القادمة لتوفير الظروف المناسبة وضمان عودتهم سنويا إلى أنطاليا.

 

حاولنا معرفة رأي بعض أصحاب شركات أسفار تونسيين الذين شاركوا في رحلة اكتشاف مدينة أنطاليا السياحية.


خالد الرجبي: فنادق أنطاليا متميزة مقارنة ببقية المدن التركية


خالد الرجبي مدير عام شركة "تونزي بوكينغ" (وكالة أسفار مختصة في تسويق المنتوج التونسي) تحدّث عن دعوته من شركة "الكرنك" للتعرف على مدينة أنطاليا، معلنا أنّه سيقوم بتوقيع عقد شراكة مع الشركة المذكورة في خطوة لتنويع المنتوج المقدم للسائح التونسي.


وقال إنّ الفنادق والمنتجعات السياحية الموجودة في أنطاليا متميزة مقارنة باسطنبول وازمير.



رشاد بليبش: أنطاليا وجهة سياحية هامة


صاحب شركة "أوريكا للاسفار" رشاد بليبش أكد بدوره أنّ الاستثمارات الضخمة في مدينة أنطاليا جعلت منها وجهة سياحية هامة نظرا للخدمات الراقية التي تقدمها لفئة معينة من السياح.


وأوضح أنّ عدم تحديد تعريفة واضحة إلى حد الآن رغم انطلاق الموسم السياحي قد يحول دون تمكن وكالات الأسفار التونسية من إقناع السائح باختيار هذه الوجهة.


وأشار رشاد بليبش إلى أنّ عزوف السياح "الألمان والروس" عن القدوم جعل أصحاب الفنادق والوكالات التركية يختارون التركيز على جنسيات أخرى دون دراسة هذا التوجه الجديد حسب رأيه.

 

أميرة العلبوشي