languageFrançais

كان 2022: من هم الانفصاليون الذين يهددون مجموعة المنتخب التونسي؟

اضطر المنتخب الوطني التونسي، عشية أمس الأربعاء، إلى تأجيل حصة تدريبية كانت مخصصة للاعبين الذين لم يشاركوا في مباراة المنتخب المالي، بسبب ورود تحذيرات من السلطات الأمنية الكاميرونية بإمكانية قيام الانفصاليين بهجمات إرهابية.

وهدد الانفصاليون بمهاجمة بعثات المنتخبات المشاركة في البطولة، مع توجيههم تهديداً مباشراً للفرق التي تخوض مبارياتها في منطقة الجنوب الغربي، كونهم يعتبرون أن نجاح البطولة نجاحاً للحكومة الكاميرونية التي تحاربهم.

ووجّهت مجموعة انفصالية تهديداً باستهداف منتخبات المجموعة السادسة من البطولة، تحديداً تونس وموريتانيا ومالي وغامبيا، التي ستخوض مبارياتها في مدينة ليمبي.

وبحسب موقع "أكتو كاميرون"، فإن وزير الدفاع الكاميروني جوزيف بيتي أسومو، أكد في وقت سابق أن السلطات الكاميرونية تتخذ التهديد على محمل الجد و ستتخذ الإجراء المناسب.

من هم الانفصاليون؟

في عام 2017، أدت حملة أمنية شنتها الحكومة على محتجين سلميين إلى اشتعال صراع شامل بين الجيش التابع للحكومة الناطقة بالفرنسية ومليشيات ناطقة بالإنجليزية.

على الأثر أعلن الانفصاليون على الحدود بين الكاميرون ونيجيريا، تنظيمهم استفتاءً من جانب واحد، رفضته الحكومة المركزية، يدعو للانفصال عن الكاميرون، وإعلان "جمهورية أمبازونيا"، ما أدى إلى نشوب حرب الانفصال، المستمرة للعام الخامس على التوالي.

وأسفر الصراع عن مقتل 4 آلاف شخص ونزوح 700 ألف آخرين. وتعود أسباب الانفصال إلى أن أمبازونيا، كانت خاضعة للاستعمار البريطاني، وسكانها يتحدثون بالانكليزية، فيما باقي الكاميرون كانت واقعة تحت السيطرة الفرنسية ولغتها الرسمية في البلاد.

وأمبازونيا، المعتبرة إقليماً في الكاميرون، طلبت الانضمام إلى الدولة الوليدة مع استقلالها عام 1961 عن فرنسا. لكن ياوندي تحكّمت بمقدرات الإقليم، مساهمة في تهميش الناطقين بالإنكليزية فيه، وهو ما سبّب الحرب.

اختطاف وقتل وتعذيب للرهائن..

والشهر الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الانفصاليين باستهداف المدارس والطلاب والمدرسين.

وأفادت المنظمة في تقرير لها بأن الاعتداءات دفعت ثلثي المدارس في الأقاليم الناطقة بالإنكليزية في البلاد لإغلاق أبوابها، مما حرم أكثر من 700 ألف طالب من التعليم.

ووثّق التقرير هجمات على 70 مدرسة على الأقل منذ عام 2017. وفي ردود تضمنها التقرير لم يعلق قادة الانفصاليين مباشرة على الاتهامات، لكنهم قالوا إن الناس في المناطق الناطقة بالإنكليزية رفضوا نظام التعليم الرسمي طوعاً، وفضّلوا عليه منهجاً دراسياً محلياً يرتكز على اللغة الإنكليزية.

كما وثقت "هيومن رايتس ووتش" 268 عملية اختطاف لطلاب ومهنيين في مجال التعليم منذ عام 2017. وقد استخدم المقاتلون الانفصاليون أيضاً المباني المدرسية كقواعد لتخزين الأسلحة والذخيرة وكذلك احتجاز وتعذيب الرهائن.

ورداً على الانفصاليين، أعادت الكاميرون تطبيق عقوبة الإعدام بعد 20 عاماً من التجميد، في سبتمبر، مع تنفيذه على انفصاليين مشتبه فيهم، على خلفية مقتل سبعة تلاميذ في عام 2020.

وعلى الرغم من حصول محاولات للتفاوض بين الحكومة والانفصاليين برعاية الأمم المتحدة، في العامين الماضيين، إلا أنها باءت بالفشل.

مع العلم أن الحكومة تفاوض رئيس "الحكومة الانتقالية لأمبازونيا"، جوليوس أيوك تابي وثمانية من رفاقه، المعتقلين في السجن المركزي في ياوندي، حيث يمضون عقوبات بالسجن مدى الحياة صدرت في حقهم في أوت 2019 بتهمة "الإرهاب".

في موازاة ذلك تواجه الكاميرون حرباً من نوع آخر ضد جماعة "بوكو حرام" في أقصى الشمال.

ومع أن خطر الجماعة بالنسبة لياوندي ضئيل قياساً بخطرها على دول الجوار الكاميروني، مثل تشاد والنيجر ونيجيريا، إلا أن تعدد الساحات الأمنية يؤثر سلباً على قدرة القوى الأمنية الكاميرونية على التعامل معها.

كما تواجه الكاميرون تحدياً آخر، يتمثل في لجوء العديد من الهاربين من الصراعات في البلدان المجاورة. ويبلغ عدد اللاجئين في الكاميرون، نحو 500 ألف شخص، أكثر من نصفهم من جمهورية أفريقيا الوسطى.

(موزاييك، فرانس برس، رويترز)