languageFrançais

فيديوهات من مراكب الحرقة: الحلم يتحدّى الموت لبلوغ لامبدوزا

 'خلينالكم تونس' ... 'روما ترحّب بنا'... عبارات ساخرة يطلقها شبان تونسيّون اختاروا ركوب البحر لتحقيق حلمهم في الهجرة إلى أوروبا والإستثراء السريع.


وانتشرت مؤخرا ظاهرة جديدة وملفتة للإنتباه تمثّلت في مقاطع فيديو نشرها "حرّاقة" على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء رحلتهم إلى إيطاليا دون خوف أو مواراة.


بل ذهب البعض إلى نشر صورهم في الشقق التي يبيتون فيها قبل الإنطلاق في "رحلة الموت" التي تكون عادة في ساعة متأخّرة من الليل.


المهاجرون ظهروا في هذه المقاطع والسعادة تغمرهم لتوديع أصدقائهم "الذين لم يتوفّقوا في الذهاب معهم" وإبلاغ سلامهم لعائلتهم وبالأخصّ والداتهم.

 

ظاهرة لم تكن موجودة منذ سنوات، طفت فجأة منذ حوالي الثلاثة أشهر، أراد أصحابها من خلالها توجيه رسائل إلى من يهمّه الأمر مفادها أنّ الإبحار خلسة لم يعد جريمة وأنّ ما يُقال عن مخاطر هذه المغامرة لا يعدو أن يكون مجرّد "ترّهات".

 

شبّان أرادوا مواجهة الموت المنتظر وهم يوثُقون لحظاتهم التي قد تكون الأخيرة من خلال مقاطع فيديو، يتفاعل معها البعض بالتشجيع متمنين لهم الوصول سالمين فيما انتقدهم آخرون معتبرين أنّهم لن يجدوا الجنّة في انتظارهم كما يعتقدون.

ورغم الأرقام المفزعة التي ما فتأت الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانيّة تنشرها لدقّ ناقوس الخطر من استفحال هذه الظاهرة، لكن ما نُشر لم يحرّك سواكن المسؤولين الذين لم يتفاعلوا مع هذه الفيديوهات، الحاملة في باطنها رسالة مفادها أنّ "الطريق إلى روما يمرّ عبر عمليّة حرقة لا تستغرق في أقصى الحالات 4 ساعات".


الأرقام المفزعة ذاتها، أكّدها وزير الداخلية الايطالي ماركو مينيتى في مؤتمر صحفي منذ أيّام، حيث أعلن أنّ أعداد المهاجرين التونسيين هذه السنة تضاعف 3 مرات مقارنة بـ2016.

فيما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تسجيل 1400 "حارق" خلال شهر سبتمبر الماضي من بينهم نساء ركبن قوارب الموت رفقة أبنائهنّ الرضّع.

شباب تونس "الحالم" اختار الحرقة ليس للهروب نحو المجهول بل للهروب من المجهول ... فاختاروا إلقاء أنفسهم داخل القوارب زادهم حقيبة ظهر وبعض الأوروات ...وهاتف لتصوير فيديو ينشرونه "إن سنحت لهم الفرصة" على صفحاتهم بالفايسبوك... غير مكترثين بما ينتظرهم ... يتطلعون إلى يابسة قد تكون أقسى من رحلة الموت التي ركبوا أمواجها.

أميرة العلبوشي