سيدي بوزيد: إفتتاح معرض الصناعات التقليدية إحتفاء بذكرى الثورة
أفتتح المعرض السنوي للصناعات التقليدية بسيدي بوزيد في دورته السابعة، بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة عشرة لثورة الحرية والكرامة، التي انطلقت شرارتها الأولى من الجهة، وذلك بمشاركة نحو 50 عارضا وعارضة قدموا من مختلف ولايات الجمهورية، حاملين معهم منتوجات تقليدية تعكس ثراء الموروث الحرفي التونسي وتنوعه.
ويضم المعرض تشكيلة واسعة من الصناعات التقليدية من بينها العولة، والملابس التقليدية، وأدوات الزينة والتجميل، والعطورات، والمرطبات، والإكسسوارات المنزلية، والتوابل، إلى جانب التحف الفنية، ما جعله قبلة لزوار الجهة والراغبين في إكتشاف خصوصيات الصناعات التقليدية التونسية بأسعار وصفت بالمعقولة عموما .
سامية الرحالي، إحدى الحرفيات المشاركات، القادمة من حامة قابس، أوضحت أنها مختصة في تغليف الألياف النباتية وصناعة المظلات والزرابي والسجادات وغيرها من المنتوجات المعتمدة على “سعف الحلفاء”. وأكدت في تصريحها أنها عملت خلال السنوات الأخيرة على تطوير منتوجها من خلال إدخال بعض الإضافات الجديدة على غرار الجلد والصبائغ و غيرها، بما يواكب ذوق المستهلك ويمنح المنتوج التقليدي بعدا عصريا.
غير أن سامية عبرت عن تذمرها من النقص الحاصل في المواد الأولية، خاصة "سعف الحلفاء" ما أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج وانعكس مباشرة على أسعار البيع، وهو ما جعل المستهلك يتردد في الشراء بسبب غلاء الأثمان. وطالبت في هذا السياق الجهات المسؤولة بمزيد التعريف بمنتوجات الصناعات التقليدية والعمل على إيجاد أسواق خارجية تمكن الحرفي من تسويق بضاعته وتحقيق مورد رزق يضمن له العيش الكريم.
من جهتها، بيّنت الحرفية آمنة شنني القادمة من ولاية صفاقس أن المعرض يتميز بتنوع كبير في المنتوجات المعروضة، معتبرة أنه فرصة هامة للتعريف بالصناعات التقليدية وربط الصلة المباشرة بين الحرفي والمستهلك، خاصة في مثل هذه المناسبات الوطنية.
أما العارضة نصرى الغربي، المختصة في تقطير الأعشاب بجهة قابس، فقد أكدت بدورها ثراء المعرض السنوي للصناعات التقليدية بسيدي بوزيد وتنوع مشاركاته التي تحمل خصوصيات مختلف الجهات التونسية. وأشارت إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجهها هي وزميلاتها تتمثل أساسا في تدني القدرة الشرائية للمواطنين، ما يحد من الإقبال على شراء المنتوجات التقليدية، معربة عن أملها في تحسن الأوضاع الإقتصادية قادما بما ينعكس إيجابا على الحرفيين ويساهم في إنعاش هذا القطاع الحيوي.
ويعد هذا المعرض، وفق المشاركين، مناسبة للاحتفاء بذاكرة الثورة، وفي الآن ذاته فرصة لتسليط الضوء على الصناعات التقليدية كرافد إقتصادي وثقافي يستحق مزيد الدعم والتثمين.
محمد صالح غانمي