languageFrançais

فيلم 'سماء بلا أرض'.. حين تجمعنا إفريقيا وتوجعنا

قاعة الأوبرا، تونس، الحدث الذي انتظرته المخرجة التونسية أريج السّحيري: عرض فيلمها 'سماء بلا أرض' الذي يشارك في المسابقة الرّسمية للأفلام الرّوائية الطوّيلة للدّورة 36 لأيام قرطاج السّينمائيّة التي يتسابق فيها 14 فيلما منها 3 أفلام تونسيّة لمخرجات نساء.

ووصلت أريج السحيري وفريق الفيلم والممثّلون إلى قاعة العرض، مساء الثلاثاء 16 ديسمبر 2025، تحت تصفيق الجماهير لتقدّم فيلمها المتوّج بالجائزة الكبرى منذ أيّام في الدّورة 22 للمهرجان الدّولي للفيلم بمرّاكش وحازت بطلة الفيلم الإيفواريّة ديبورا لوب ناني على جائزة أفضل أداء نسائي في المسابقة، بعد مشاركات عالمية كبرى أهمّها اختيار الفيلم من قبل لجنة "نظرة ما" لافتتاح المسابقة، ليشهد عرضه العالمي الأول يوم 14 ماي 2025، خطوة تضع السينما التونسية مجددا في قلب النقاش الدولي حول القصص الإنسانية والقضايا الاجتماعية الملحة.

ويستند الفيلم إلى واقع مأزوم عاشته تونس في بداية العام الحالي، حين تصاعدت موجة عنف وتحريض ضد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، ترافقها اعتقالات وطرد قسري، لكن "سماء بلا أرض" لا يكتفي بسرد الأحداث؛ فهو يغوص في تفاصيل حياة الأشخاص، في لحظاتهم الصغيرة، في خوفهم، في أملهم، وفي صراعهم اليومي مع التمييز.

وتدور القصة حول "ماري"، قسيسة من كوت ديفوار وصحفية سابقة، تفتح منزلها لامرأتين مهاجرتين: "ناني"، أم شابة تبحث عن بداية جديدة، و"جولي"، طالبة تحمل آمال عائلتها على كتفيها. ومع وصول طفلة يتيمة، تختبر العلاقات هشاشتها، وتظهر قدرة الشخصيات على الصمود في وجه الخوف والعنف.

ويضمّ طاقم عمل الفيلم الذي صوّرت أحداثه في تونس كلّا من المهاجرات "ديبورا لوبه ناني" و"ليتيسيا كي" وإستيل كينزا دوغبو"، إلى جانب الممثلين التونسيين فؤاد زعزاع ومحمد قريع.

وتقول المخرجة أريج السحيري إن الفيلم جاء ليكسر الصورة النمطية عن المهاجرين، من خلال شخصيات معقدة، حقيقية، تستطيع أن تلمس المشاهدين بصدقها وعاطفتها، وهو امتداد لمسيرتها التي تجمع بين الحس الإنساني والحكي السينمائي الراسخ، بعد أن حقق فيلمها الأول "تحت الشجرة" نجاحا عالميا وجوائز متعددة أهمّها التانيت الفضّي لأيام قرطاج السّينمائية في عام 2022.

"سماء بلا أرض" ليس مجرد فيلم عن أحداث اجتماعية؛ إنه دعوة للنظر إلى الآخرين بعين الرحمة، وإلى قصصهم بعين الفهم ليذكّرنا بأن السينما أقوى حين تتحدث عن الإنسان، بحقيقته وبألمه، وبأمله الذي لا ينطفئ.


الواثق بالله شاكير