languageFrançais

تكنولوجيا 'المالدي-توف': ثورة في تشخيص الميكروبات بسرعة ودقة

تُعدّ تكنولوجيا المالدي-توف (MALDI-TOF) من أحدث التقنيات الطبية في مجال تشخيص الميكروبات، إذ تعتمد على مبدأ التحليل الطيفي الكتلي للبروتينات (Spectrophotométrie)، الذي يتيح تحديد البصمة البروتينية لكل ميكروب بدقة عالية.

وبيّنت مديرة وحدة مخابر البيولوجيا الطبية بوزارة الصحة هاجر بطيخ خلال مداخلتها اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 في برنامج "أحلى صباح" على موزاييك، أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص المخبري، إذ تمكّن من التعرّف على نوع البكتيريا أو الفطريات المسببة للعدوى خلال بضع دقائق فقط، بعد أن كان هذا الإجراء يتطلب ما لا يقل عن يومين باستخدام الطرق التقليدية.

وقد تم تجهيز 05 مستشفيات بهذه التقنية الجديدة لتسريع تشخيص الأمراض الجرثوميّة وهي: مستشفى الرابطة، ومستشفى شارل نيكول، ومستشفى فرحات حشاد بسوسة، ومستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس، والمخبر المرجعي للسلّ بأريانة.

دقة تتجاوز 95% بفضل قاعدة بيانات ضخمة

وحسب مديرة وحدة مخابر البيولوجيا الطبية بوزارة الصحة، فإن تقنية المالدي-توف تتميز بدقة تتجاوز 95% بفضل قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على أكثر من ألف نوع من البكتيريا، كما أن تكلفتها تقلّ بعشر مرات مقارنة بالأساليب الكلاسيكية.

وتمكّن هذه التكنولوجيا الأطباء من اختيار المضاد الحيوي الأنسب في وقت وجيز، مما يعزز من نجاح العلاج ويقلل من مدة الإقامة في المستشفى، وهو ما ينعكس إيجابًا على تكاليف العلاج لكل من المريض والمؤسسة الصحية على حد سواء.

كما تُسهم تقنية المالدي-توف في الحدّ من انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، نظرًا لقدرتها على تحديد مسببات العدوى بدقة، وبالتالي تجنّب وصف مضادات حيوية غير مناسبة.

إنّ اعتماد هذه التقنية الحديثة يمثّل خطوة متقدمة نحو تشخيص أسرع، وعلاج أكثر فاعلية، ونظام صحي أكثر كفاءة واستدامة.