السوسي: الحلول الأكثر جرأة سبيل الدولة لتحسين مستوى التغطية الاجتماعية
أبرز أستاذ الاقتصاد بجامعة قرطاج معز السوسي، في تصريح لموزاييك، الأربعاء 21 ماي 2025، أنّه بالنظر إلى إحصائيات التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024، والمتعلقة خاصّة بالتغطية الصحية ومقارنتها بمستويات التغطية الاجتماعية نجد العكس، حيث بلغت التغطية الصحية 76 بالمائة كمعدل وطني، وهي مرتفعة بالولايات الداخلية وبالجنوب، وأعلاها مثلا نجدها في سليانة بـ 87.3 بالمائة، وفي توزر بـ68.7، وفي مدنين بـ70.74 بالمائة، والكاف 84.4 بالمائة.
تسريع نسق النمو بإدماج القطاع الموازي يُحقّق مزايا جبائية ويُقلّص البطالة
وبيّن معز السوسي أنّ "مؤشّرات التغطية الصحية تعكس مجهودا اجتماعيا كبيرا للدولة، لأنّ من لديهم التغطية الاجتماعية يتمتّعون بصفة آلية بالتغطية الصحية، ومن يتبقى هي فئات تتكفل الدولة بمسؤولية تمتيعهم بالتغطية الصحية، وهم العائلات المعوزة الذين لديهم بطاقات العلاج المجاني أو بالتعريفة المنخفضة، وهو ما يُبيّن بوضوح المجهود الاجتماعي للدولة على مستوى التغطية الصحية، وأين ما نجد ظروفا اقتصادية صعبة نجد نسب تغطية صحية مرتفعة وهذا مهم".
وأضاف أنّ النتائج المسجّلة ضمن التعداد العام للسكان والسكنى يجب أن تدفع الدولة للتفكير في حلول لتحسين مستويات التغطية الاجتماعية التي تنعكس على التغطية الصحية، مبيّنا أنّ من بين هذه الحلول الذهاب بأكثر جرأة نحو إدماج جانب كبير من القطاع غير المهيكل في القطاع المنظم.
واعتبر أنّ هذه الحلول تُساعد الدولة على تحقيق عدّة مزايا جبائية وتنظيم العمل وتوفير ظروف كريمة للعمّال من خلال الدفع بأكثر سرعة في نسق النمو، ممّا يُمكّن من تقليص مستوى البطالة وخلق مواطن شغل والحدّ من تفاقم القطاع الموازي، معتبرا أنّ هذه الحلول هي مفاتيح تحسين النسب الخاصّة بمستويات التغطية الاجتماعية.
هناء السلطاني
