languageFrançais

خبير تربوي:أسبوع مغلق لتلميذ الأولى أساسي إرباك نفسي وترهيب من المدرسة

تنطلق هذا الأسبوع والأسبوع المقبل المدارس في إجراء امتحانات نهاية السنة، وقد استنكر عدد من الأولياء تسليم جدول أسبوع مغلق لتلاميذ السنة أولى تعليم أساسي بعدد من المدارس.

ويرى الأولياء أن الاسبوع المغلق يخلق حالة من الخوف والرهبة لدى التلميذ الذي مازال يتحسس عالمه الدراسي فيجد نفسه في عمر الست سنوات وبضعة أشهر مجبرا على عيش أجواء الامتحانات في أسبوع مغلق.

وفي تصريح لموزاييك قال الخبير التربوي نور الدين الشمنقي، إن تخوّف الأولياء وتوجسهم من عمليات تقييم مكتسبات التلميذ بهذا الشكل الجدي مبرّر نظرا لوقعه على فئة هشة مازالت تتحسس الفضاء المدرسي.

وأضاف الشمنقي إن تفعيل منظومة التقييم منذ السنوات الأولى للتمدرس أمر مفضل ومحبذ إذا انبنت تدريجيا بتدريب الطفل على خوض أجواء تقييمية جدية في مادة أو اثنتين بالتعاون بين الولي والمدرس أين يتفق على المحاور التي سيختبر فيها التلميذ على مدار السنة. واعتبر:" ان إخضاعه لأسبوع مغلق بما تحمله امتحانات نهاية السنة من توتر نفسي يعززه تحفّز الأولياء فإنه أمر مربك للتلميذ نفسيا".

وأوضح الشمنقي قائلا إن :" مطالبنا كخبراء ومتفقدي مدارس لإصلاح المنظومة التربوية تفعيل دور المدرسة في تدريب التلميذ على خوض التقييمات بجدية بما يعزز بناء شخصيته وتدريبه على تحمل المسؤولية ذلك أن إرجاء أول تقييم حقيقي إلى سنة البكالوريا خلق تراخيا لدى التلميذ وشللا وظيفيا لدى المدرسة، باعتبار أن مناظرة السادسة ابتدائي اختيارية وكذلك مناظرة التاسعة أساسي".

وواصل القول :" ويظل إخضاع تلميذ السنة أولى أساسي، لتجربة الأسبوع المغلق اجتهاد سعى إليه بعض المدرسين، وكان من الأجدى أن يؤطر وأن لا يساهم الأولياء في تضخيمه بالتسلّح بالإجازات للتفرغ للمراجعة ودروس الدعم وخلق أجواء تربص مغلق لتلميذ سنة أولى ما يجعله يرى امتحان نهاية السنة غولا مخيفا وينبذ المدرسة"!

وفي معرض تقييمه لمنظومة التقييمات والتمدرس والعلاقة بين التلميذ والمدرسة، قال الشمنقي إن : " منظومة الحفظ وكتابة ما حفظ رغم تعزيز البرامج بمواد كالتربية على المواطنة لم تتمكن من خلق تلميذ متعلم ممتلئ بمبادى وقيم تلقاها في المدرسة بل انحصرت في علاقة زبونية من قبيل بضاعتكم ردّت إليكم وإلا ما معنى أن يخرج تلميذ من مادة التربية المدنية أو التربية على المواطنة أين تلقى دروسا في حسن السلوك واحترام البيئة والنظافة فنجده بانتهاء امتحان تلك المادة أو غيرها يمزق كراسه ليملأ الساحة والشارع بالأوراق الممزقة"!.

ووصف الشمنقي ظاهرة تمزيق الكراس بحالة تمرد ونتاج لعملية شحن التلميذ بدروس يعيدها على ورق التقييم في غياب تام للدور التفاعلي والتبادلي للمدرسة ما خلق حالة تمرد لدى التلميذ وحفظ دون إدراك .

ودعا الشمنقي في تصريحه، المشرفين على المنظومة التربوية إلى التركيز على سبل إعادة المدرسة للحياة وجعلها مكانا للفرح والنشاط لدى التلميذ بدل حصرها في هالة الخوف والإكراه ما تسبب في عزوف التلميذ وبتر علاقته بالمؤسسة التربوية.

سهام عمار