languageFrançais

الأزهر الغربي في كتابه الجديد: مساءلة التاريخ مرّة أخرى

''أردت أن أستفز المؤرخين حول ما كُتب في تاريخ تونس وما يسمى بالحركة الوطنية وأردت أن أحرك بعض القناعات الثابتة لديهم بأن طرحت عديد التساؤلات'' هكذا لخص الكاتب المؤرخ محمد الأزهر الغربي مقصد كتابه الجديد الذي صدر مؤخرا باللغة الفرنسية بعنوان ' une transition postcoloniale à la tunisienne ' وما ترجمته 'الانتقال ما بعد الاستعمار على الطريقة التونسية' عن مركز النشر الجامعي ليحاول من خلاله تقديم معطيات تاريخية حول كيفية الانتقال السياسي والثقافي في تونس ما بعد الاستقلال.

لا وجود لحقيقة تاريخية ولابد من الفصل بين الذاكرة والتاريخ

وشدد الكاتب المؤرخ خلال حديثه على عدم وجود حقيقة تاريخية وأنه لا وجود للقداسة في التاريخ مؤكدا ضرورة الفصل بين التاريخ والذاكرة وهو الأمر الذي سعى إليه من خلال كتابه هذا موضحا في تصريح لموزاييك اليوم الجمعة 7 جانفي 2022 على هامش تقديم الكتاب بمقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس أن ما يقدم الآن هو ذاكرة يقدم على أساس تاريخ نهائي ومطلق داعيا إلى ضرورة مسائلة التاريخ مرة أخرى ومراجعة ما كُتب حول مسار الدولة الوطنية وتجميع كل الآراء حوله.

بورقيبة من فرض رؤيته لتونس ما بعد الاستعمار وأقصى من ساهم في نيل الاستقلال 

هذا وأشار الكاتب من خلال صورة واجهة الكتاب إلى ثلاث شخصيات وطنية وهي الحبيب بورقيبة وفرحات حشاد ويوسف بن صالح وهي شخصيات أثرت في تاريخ تونس وفي استجلاب الاستقلال مبرزا في سياق حديثه أن الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة الوحيد الذي فرض الانتقال إلى مرحلة جديدة من تاريخ تونس بعد نيل الاستقلال عبر الانتقال من حكم الملوكية إلى نظام الجمهورية وعبر فرض رؤيته للحكم وللمجتمع التونسي مشيرا إلى أن مرحلة ما بعد 56 ومرحلة الانتقال من وضع الاستعمار إلى وضع الدولة الوطنية عرفت عديد الهنات والهزات وتم إيلاء الأهمية للجانب السياسي قبل الجانب الاقتصادي والمالي وبقينا قيد النزاعات السياسية وضرب الخصوم وأن بهذا سعينا للهدم لا للبناء.


نكرر الأخطاء نفسها منذ الاستقلاا وهذا مأتى كل الأزمات

وانتقد الغربي غياب الوعي بالمسألة الاقتصادية والاقتصار على الجوانب السياسية في  بناء دولة ما بعد الاستعمار وعدم امتلاك الحركة الوطنية لمشروع لما بعد 1956 تاريخ استقلال تونس عن الحكم الاستعماري الفرنسي الأمر الذي قال عنه إنه يتكرر باستمرار وكان سببا في الأزمات وفي تكرر الأخطاء عينها منتقدا طريقة استقلال تونس عن فرنسا.

استعملت كلمة "ما بعد الاستعمار" وليس "الاستقلال لأننا لم ننل إسقلالنا فعلا

وفي إجابة لماذا أستعمل الكاتب كلمة "ما بعد الاستعمار " ولم يستعمل كلمة الاستقلال شدد الكاتب على أن تونس على غرار كافة الدول المستعمرة فعلا لم تحقق الاستقلال اختفى منها الاستعمار المباشر ولكن بقى الاستعمار الاقتصادي واستعمار الثروات الداخلية موجودا قائلا " لا وجود لاستقلال أو سيادة مطلقة وإنما هي أسطورة ". 

وخلص الكاتب محمد الأزهر الغربي في الختام إلى أن هذا الكتاب ليس نكرانا لما حققه أسلافنا ولا للنضال ولا للحركة الوطنية ولا لبورقيبة ذاته وإنما محاولة إثارة الغبار عن بعض الوقائع التاريخية بالاعتماد على جملة من الوثائق كوثيقة الاستقلال وغيرها من الملاحق التي ضمنها في كتابه 'الانتقال ما بعد الاستقلال على الطريقة التونسية' الذي كُتب في 305 صفحة ضمت 3 محاور كبرى وملاحق.

 

*هيبة خميري