كتب مذكراته كي لا يحرّفها آخرون: محمد الناصر كما يراه سياسيون ومثقفون
جمع وزير الشؤون الإجتماعية محمد الطرابلسي رجالات الدولة من أجيال مختلفة ومثقفين ورؤساء منظمات اجتماعية وسياسيين في لقاء لتكريم رئيس الدولة الأسبق ومجلس نواب الشعب سابقا محمد الناصر والحديث عن خصاله ورؤيتهم لكتاب مذكراته الصادر مؤخرا عن "ليدرز " جمهوريتان وتونس واحدة".
وأراد محمد الطرابلسي من خلال هذا اللقاء الذي انتظم بمدينة الثقافة بالعاصمة أن يذكّر مسيرة الناصر النضالية من أجل تخفيف منسوب الاحتقان الاجتماعي منتصف السبعينات ومناصرته للطلبة، معتبرا انه كان محظوظا لمعرفة محمد الناصر، ليعرف الإنسان والمسؤول والمناضل الوطني الذي أحدث ضجة كبيرة ليلقبه البعض ب''أب الشؤون الإجتماعية'' في أن واحد.
تاريخ تونس المعاصر
من جانبه قال السفير السابق محمد الحصايري في تصريح لموزاييك أن كتاب محمد الناصر سيلقي الضوء على تاريخ تونس المعاصر خاصة أنه لرجل عاصر بناء الدولة الحديثة ويعطي إشارات إلى ما ينبغي أن تكون عليه تونس مستقبلا من خلال تجربته الطويلة والمتنوعة التي عاشها لعقود في ممارسة الشأن العام وشؤون الدول .
وفي سياق متصل، انتقد الحصايري تركيز المقالات الصحفية وما كتب ''أوليا عن الكتاب على الأحداث التي رافقت الأيام الأخيرة للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في حين أن الكتاب أثرى وأعمق من هذا رغم أهمية هذه الحادثة التي يجب الوقوف عندها إلا أن الكتاب يحتوي أشياء أخرى أيضا مهمة جدا من تاريخ تونس'، حسب تصريحه .
واعتبر وزير الشؤون الخارجية السابق خميس الجيهناوي أن كتاب مذكرات محمد الناصر هي شهادة مهمة للجميع لمعرفة كيفية إنشاء مؤسسات الدولة وللأجيال التي ستأخذ المشعل لفهم ماهو مطلوب منها معتبرا أن محمد الناصر هو آخر من يمثل جيلا أخذ بمبادرة كتابة مذكراته في توثيق لمختلف المراحل التي عاشتها تونس.
الحركة النقابية
من جانبه، قال المخرج المسرحي والسينمائي الفاضل الجزيري في تصريح لموزاييك أنه يعرف محمد الناصر رجلا طيبا ودافئ ذو مودة في التعامل مع المشتغلين في الميدان الفكري والثقافي والسياسي إلا أن مايهمه في كتاب مذكراته هو القسم المخصص للحركة النقابية خاصة وأنه يشتغل على مشروع بعنوان "مقتل قرقني" حول الزعيم النقابي فرحات حشاد مع نجله نورالدين حشاد معتبرا أن الكتاب هو نظرة خاصة للعمل السياسي وهذا مهم برأيه .
أما هاجر بورقيبة نجلة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، فقد اعتبرت أن محمد الناصر يتميز بخصال إنسانية وصدق في طرح الوعود الواقعية التي يقدر على تنفيذها، وله نظرة اجتماعية متينة لتونس متينة وعودته ما بعد الثورة 2011 مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وأضافت 'لم تكن في حساباته إلا أنه نجح في مهامه لأجل تونس''، كما عبرت عن سعادتها لكتابته مذكرات مسيرته وسط تحريف كبير للتاريخ التونسي اليوم بغرض تقسيم البلاد وإضعاف تونس، قائلة انهم لن ينجحوا مادامت هنالك وحدة ولحمة بين رجالات تونس الوطنيين.
هو واحد من آخر رجالات مؤسسي الدولة الوطنية
من جانبها، اعتبرت رئيس الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجريبي أن محمد الناصر هو واحد من آخر رجالات مؤسسي الدولة الوطنية الذين تحدث عنهم في كتابه والذين يتميزون بالوطنية أكثر من الوفاء الحزبي والجهوي الذي نراه اليوم مشددة على انه يستحق لقب "أب الشؤون الإجتماعية "لدوره الكبير في إرساء عدة هياكل هامة منها المندوبيات والاتفاقيات القطاعية السميغ وإرساء وزارة الشؤون الاجتماعية ...
فيما قال نورالدين حشاد أن ما كتبه محمد الناصر مبادرة حضارية تكمل تحمله المسؤولية باقتدار، مضيفا أن محمد الناصر هو عنوان من عناوين نحو 80 سنة من تاريخ تونس وعدة أجيال ترى نفسها في شخصه كما أنه خدم الدولة التونسية وأرتقى في تولي عدة مهام ومناصب من موظف بسيط إلى رئيس تونس .
وأشار إلى أنه اجتمع بمحمد الناصر في عدة أماكن منها سنة 1976 في الجم عندما كان رئيسا لبلدية الجم ثم عند توليه وزارة الشؤون الإجتماعية عنه تليها لقاءهما وهو سفير تونس بجنيف .
*روبرتاج: هناء السلطاني
* تصويرفيديو: هيثم الشريف
*مونتاج فيديو : ضياء يحي
