languageFrançais

أب المكفوفين: أشعر أني في جنازة لمكفوفين تدفعهم الدولة للتسول والتخلف

"أب المكفوفين'' كما يلقبه العديد، وهو مؤسس الإتحاد القومي للمكفوفين الثاني بعد إتحاد الشغل والذي سبق تأسيسه منظمة الأعراف وإتحاد الفلاحين وغيرهما من المنظمات الإجتماعية، إنه المستشار لدى الأمم المتحدة محمد الراجحي الذي يبلغ من  العمر 96 سنة، الذي عبّر بألم كبير عن حزنه لحضوره اليوم مأتم إتحاد المكفوفين، حسب وصفه.  

وإستعرض محمد الراجحي في تصريح لموزاييك  الجمعة 24 جانفي 2020 مسيرة إتحاد المكفوفين الذي تأسس في الـ 25 من ديسمبر 1956، مضيفا أن حكومات ما بعد الثورة بالاشتراك مع وزارة الشؤون الإجتماعية تتعمد القضاء على الرصيد الوطني الهام للاتحاد، معتبرا أنّهما طرفان في الفساد الذي طاله وكشفت عنه دائرة المحاسبات، حسب قوله.

أنقذ أكثر من 25 ألف كفيف من بينهم أطفال وأنشأ مؤسسات تعليمية

وأبرز الراجحي أن محاولات تخريب إتحاد المكفوفين إنطلق منذ الثمانينات في محاولة لإضعاف دوره في مساعدته أكثر من 25 ألف كفيف من بينهم  نحو  17 ألف طفل ممن أنقذهم الإتحاد من التسول والضياع، قائلا "المكفوفين ليسوا متسولين وإتحادهم  عمل على إزالة التسول من تونس منذ  الأيام الأولى للإستقلال".

وأشار أب المكفوفين إلى أن الإتحاد ساهم أيضا في إرساء مؤسسات تعليمية منها معاهد ببئر القصعة وأخر لتدريس المرحلة الثانوية في سوسة ومعاهد عليا جامعية وأكاديمية للتعليم العالي والبحث العلمي بشارع باب بنات بالعاصمة  .

وعبر الراجحي عن ألمه  لحضوره ماوصفها بـ"جنازة الإتحاد "الذي عرف بتعاونه وشراكاته الدولية لأكثر من 30 سنة مع عدة دول ومنظمات، وهو الذي من إنتاجاته طباعة أول كتاب للقرآن الكريم بطريقة ''البرايل'' للمكفوفين، إضافة إلى مساهمته  في تكوين نحو 572 إطارا عاليا في هذا الإختصاص  في أكثر من 22 دولة أجنبية .

وقال عنه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة "هو مؤسسة ضخمة مثيرة للإعجاب وتفتخر بها تونس" حسب ما أورده الراجحي في وثيقة للزعيم بورقيبة خلال مؤتمر صحفي بمقر نقابة الصحفيين التونسيين .

وحمل الراجحي  مسؤولية ما يعيشه الإتحاد إلى القضاء الذي أعتبر هذه المنظمة مؤسسة تجارية أو فلاحية بتعيين مؤتمن عليها يجهل مشاكل هذه الفئة الاجتماعية وإصدار قرار بإغلاقها، ما أدى إلى تفاقم معاناة هؤلاء.

وأشار  إلى أن  دائرة المحاسبات أكتفت بدورها في الحديث عن  الأرقام دون محاسبة المتورطين في الفساد، متسائلا هل من المعقول إغلاق مستشفى أو جامعة أو مدرسة لمجرد وجود فساد " لماذا يقتل اتحاد المكفوفين الذي يعتبر جزءا من التنمية التونسية؟ .

الحكم على 20 ألف كفيف بالضياع في إطار سياسة تدعم  تخلف هذه الفئة

 واعتبر محمد  الراجحي أن الدولة عاجزة عن حماية  إتحاد المكفوفين  وإنقاذ  20 ألف كفيف يشعرون بحالة من الضياع منذ نحو 5 سنوات بعد إغلاق اتحادهم الذي كان يؤمن التكوين والإستشارة والتعليم لهم، قائلا إن الحكومات التونسية منذ 2011 إلى اليوم عملت على تخلّف المكفوفين، محملا الدولة والعدالة التونسية المسؤولية في  الوضع المخزي الذي يعانيه المكفوف في تونس اليوم حسب وصفه.

ويذكر أن محمد الراجحي يحمل رصيدا متكونا من أكثر من 5 ألاف قصاصة صحفية في دار الكتب الوطنية بجناح ''البرايل'' لدعم صحافة المكفوفين في تونس.

 هناء السلطاني