languageFrançais

نور الدين الطبوبي يعلن عن جلسة تفاوضية مع الحكومة الخميس القادم

ألقى اليوم الإثنين 17 ديسمبر 2018 الأمين العام لاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي كلمة بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة للثورة بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد بحضور عدد هام من النقابيين والشغالين وسط أجواء مشحونة ومقاطعات متكررة لكلمته من قبل أساتذة التعليم الثانوي وعمال الحضائر مع رفع شعارات تتعلق بتنكر الحكومات المتعاقبة للشغالين والموظفين مما أجبر الطبوبي على عقد جلسة مغلقة بنقابي القطاع التربوي بعد الاجتماع العام.


الفكر الظلامي مرفوض 

 

الطبوبي استهل كلمته بالتوجه بالتحية لكل شهداء الوطن من الأمنيين والعسكريين ومحمد البراهمي وشكري بلعيد وعائلات الشهداء لعائلة السلطاني والغزلاني مؤكدا أن الإرهاب ليس له موقع في تونس ولا يمكن الاستسلام للفكر التكفيري والظلامي معتبرا أن المعركة الحقيقية ليست القضاء على الإرهاب بل معركة اقتصادية واجتماعية بامتياز ووصفها بمعركة "البطون الخاوية" والتهميش والفقر والجهل.


وأقر الطبوبي أن تونس كانت تتباهى بالقامات والهامات العلمية ومثال يحتذى به في المؤسسات العالمية في حين ظلت  نسبة الأمية ترتفع شيئا فشيئا وهناك مكاسب قد ضحت من أجلها أجيال تقهقرت وتدهورت وقدّم مثال ولاية سيدي بوزيد التي قدمت أكثر من 280 شهيد خلال ملحمة التحرر الوطني والنواة الأولى لتأسيس جيشنا الوطني إلا أن اليوم هناك مرارة ويعجز اللسان عن الكلمات لبعث الأمل لأبناء الشعب ولكن لا يمكن الاستسلام لليأس حسب قوله.


مراهقون سياسيون  أجرموا في حق الشعب 


كما انتقد الأمين العام بشدة السياسيين الجدد (بعد الثورة) ووصفهم بالمراهقين السياسيين نظرا لإجرامهم في حق الشعب التونسي وسرد بأطوار حادثة رمي القمامة أمام مقر الاتحاد والهجوم عليه بالعصي والهراوات إلا أن إرادة أبناء حشاد كانت أقوى من هذه الميليشيات ونعتهم بالخزي والعار الذين لم يشاركوا في الثورة أصلا وتمتعوا بالكراسي على  طبق مصرحا "في بالهم البلاد خالية وباش يقيموا فيها الآذان" ولكن الاتحاد أحبط مخططهم وهي المنظمة الوحيدة  التي لا تقهر حسب تعبيره.


وشدد الطبوبي على أن المنظمة مطلبها الرئيسي هو تعديل المقدرة الشرائية وليس زيادة الأجور التي تدهورت بنسبة 45 بالمائة مؤكدا أن الدولة تتحيّل على الشعب  بدعوى أن لا وجود لصندوق الدعم و هو ما يفسر ظاهرة فقدان المواد الأساسية بالسوق على غرار السكر والسميد والحليب.


المنظمة الشغيلة شامخة على الدوام 


كما أكد الطبوبي أن الاتحاد مستهدف داخليا وكذلك خارجيا موجها نداء لمن يريد حكم تونس أن يقرأ التاريخ جيدا من قبل أن يحكم كأزمة 65 و78 و85 وميليشيات الصياح والشعب المهنية التي حاولوا تخريب الاتحاد لأنهم حاليا في سلة المهملات فحين المنظمة بقيت جبلا شامخا حسب وصفه.


واعتبر الطبوبي أن ولاية سيدي بوزيد لم تحظى بالعناية اللازمة من حيث التنمية والتشغيل رغم ما أقره الدستور التونسي من حيث التمييز الإيجابي لأنها مازالت تحتل المرتبة 20 في مؤشر التنمية رغم ما تزخر به من مواد إنشائية وأولية وفلاحية ومع ذلك تجاهلتها الحكومات المتعاقبة وظلت الوعود مجرد محاضر جلسات لا غير.


* المطالبة بفتح تحقيق في حادثة سبيبة 

وشدد الأمين العام على ضرورة تصدي كل الشغالين خلال المحطات الانتخابية القادمة لكل من عصفوا بجهودهم وسعوا إلى تحطيم آمالهم ومستقبلهم.


وبخصوص العملية الجبانة التي استهدفت الشهيد الغزلاني على تلك الطريقة مشكك فيها سيما وأنعناصرها قاموا باقتحام البنك والاستيلاء على أموال في مأمن تجلى في مداهمة منزل الشهيد واغتياله وطالب الدولة بفتح كل الملفات والتعامل معها قضائيا وبصرامة.


ملف عمال الحضائر تحت الدرس 
أكد الطبوبي أن هناك جلسة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة ستكون يوم الخميس المقبل تتعلق بالمفاوضات الاجتماعية وملف الحضائر وهناك تقدم ملحوظ وسيصدر بلاغا من قبل المكتب التنفيذي حول نتائجها قائلا "المليح يبطى".


كما تفاعل الحضور مع خطاب الطبوبي وسط أجواء مشحونة في غالب الأحيان مرددين "ويني فلوسك يا خدّام عند النهضة والازلام" و "النهضة والنداء أعداء الشهداء" و سحقا للرجعية...دساترة وخوانجية".


* خليفة القاسمي