languageFrançais

السعيدي:الإحصائيات لا يغيرها لا زيد لا عمر ومن يقول العكس يأتي ببرهانه

قال المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء  الهادي السعيدي في حوار لمبعوثة موزاييك هناء السلطاني الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 إن ما يروج حول تغيير المعهد للأرقام عار من الصحة، مؤكدا أن الإنتاج الإحصائي يلقى قبولا من الخبراء والعارفين بالشأن الإحصائي والاقتصادي في البلاد.

وأكد السعيدي أنّ المعهد يجتهد في تقديم الأرقام التي تترجم الواقع الاقتصادي والصحي والتربوي والاجتماعي في البلاد، مضيفا أنّ قراءة الأرقام تبقى خاضعة لميولات ومصالح مستعمليها من المواطنين العاديين أو المعارضة أو الحكومة أو المجتمع المدني.

وأضاف أنّ عدم ثقة المواطن العادي في معطيات المعهد تحكمها انطباعات  شخصية، مؤكدا أن الأرقام تترجم الواقع الوطني بكامل تراب الجمهورية لذلك تظهر مؤشرات مرتفعة أكثر من المؤشر الحقيقي الذي تم قياسه وفق معطيات ومنهجيات تستخدمها المعاهد الوطنية والعالمية للإحصاء. وأشار إلى أن التعامل مع عدة ظواهر يختلف بحسب المقاربات المعتمدة منها المقاربة النقدية المطلقة أو النسبية أو الإدارية أو متعدد الإبعاد.

وأوضح الهادي السعيدي أن إعتماد المقاربة النقدية المطلقة  في إحصاء الفقر تتميز بجوانب إيجابية وأخرى سلبية وضعيفة هي من  اختيار الحاكمين في تونس، مؤكدا أن هذه المقاربة لم تعد تتماشى مع الواقع التونسي وفق ما اكدته لجنة محايدة كوّنها وزير التنمية السابق فاضل عبد الكافي وعدة خبراء باعتبار أن هذه المقاربة  التي وضعها  البنك المركزي كانت في فترة  أن معدل يوم فقر يساوي 2.5 دولار في حين أن معدل الفقر حاليا يساوي 4.5 دولار وبالتالي تونس بعيدة نوعا ما عن مقاييس المقاربة الجديدة حسب تعبيره . 

الحاكمون في البلاد لازمهم يغيروا مقاربة إحصاء الفقر موش أحنا

شدد المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء  الهادي السعيدي على أن المعهد بالتعاون مع عدد من الخبراء يعمل على تطوير هذه المقاربة لتنجح في ترجمة دقيقة لظاهرة الفقر، مضيفا أن ما يعتمده المعهد أيضا في رصد ظاهرة الفقر هو  المسح الوطني حول الاستهلاك والإنفاق ومستوى عيش الأسر الذي ينجزه كل 5 سنوات  وانطلاقا من المعطيات المحصلة يتم احتساب نسبة الفقر حسب منهجية البنك الدولي والذي تعتمدها جل البلدان المشابهة، مشددا على انه يمكن تطبيق مقاربة أخرى نسبية تترجم أكثر نسبة الفقر .

وأكد  السعيدي أن اختيار تغيير منجية المقاربة المعتمدة لتحديد  نسب الفقر  هي مسؤولية المجموعة الوطنية وليس اختيار المعهد لان العاملين فيه مجرد تقنيون يعتمدون في نتائجهم على معطيات المسح الوطني .

وأشار السعيدي إلى ان لا وجود لتوظيف سيء لمؤشراتهم بل هناك قراءات خاصة ومتعددة للمعطيات من جانب المعارضة أو الأحزاب أو المجتمع المدني أو غيرهم كل حسب مصالحه، مضيفا أن من يتهم مدير المعهد  بالتلاعب بالأرقام لترضية أشخاص معينين  هو جاهل بطرق العمل وإنتاج المؤشر الإحصائي والمدير العام يوفر ويضمن إمكانيات واليات العمل .
ودعا السعيدي كل الأطراف إلى الابتعاد على مؤسسة معهد الإحصاء وعدم الاكتفاء بذمها في منابر إعلامية ومساعدتهم للضغط لتمكين المؤسسة بالإمكانيات المادية والبشرية وضمان عدم هجرة كفاءاتهم، مضيفا أن الإنتاج الإحصائي مهدد.

وشدّد على أهمية البلاغ الذي أصدره  المجلس الوطني للإحصاء الذي طالب فيه بالابتعاد عن استهداف المعهد كمؤسسة عريقة سيحتفل قريبا بمرور 50 سنة على تأسيسها.