languageFrançais

وفاء لأحلام بالحاج: لقاء بيت الحكمة يطرح موضوع التونسي والراحة النفسية

تم السبت 4 ماي 2024   المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون 'بيت  الحكمة' بقرطاج عقد لقاء الوفاء وإحياء ذكرى رحيل  رئيسة للجمعيّة التّونسيّة للطّبّ النّفسي للأطفال والمراهقين والمناضلة الحقوقية أحلام بالحاج حول موضوع  'الراحة النفسية التونسي 'LE BIEN ETRE  ' حيث  تساءل المشاركون عن مفهوم السعادة دون الآخر واعتبار البعض أن بلوغ الراحة النفسية والسعادة يجب أن يكون  بأنانية وحب للذات تتجاوز الآخر ودون  تشريك الأخر.

تغيير نظرة الأولياء وترك الحرية للأطفال لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم المهنية

وتطرقت  المختصة في علم الإجتماع والأنثروبولوجية 'مريم سلامي 'في عرض بعنوان فن أن نكون سعداء  إلى عدة نقاط حول اعتبار البعض أن الحمقى هم السعداء  معتبرة أن الأهم من  انتظار الموت والتساؤل حول نهاية الإنسان  هو التساؤل  حول قيمة حياة كل منا   والتفكير في السعادة الذاتية  وأهمية بناء كل إنسان   مكانة وهوية له   في عالم مضطرب محيلة على تاريخ  من نضال الحقوقية والطبيبة الراحلة أحلام بالحاج في التصدي  لكل أشكال العنف المسلط على المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيات واعتبار العنف على النساء  طريقة لإصابة المرأة  بالإحباط وزعزعة ثقتها بنفسها .

كما تطرقت 'مريم سلامي ' إلى أهمية مفهوم السعادة والحلم  خاصة بالنسبة للأطفال وأهمية   إدماج العلوم الإنسانية في المناهج الصحية بالجامعات والذي ناضلت من اجله الراحلة أحلام بالحاج  داعية الى  ترك الأطفال يحلمون بامتهان الفن منها المسرح والشعر والنحت والسينما دون التعسف عليهم وفرض اختيار مهن تقليدية كالهندسة وغيرها واعتبارها هويات ثانوية في حين أن التاريخ يبرز انه بكل أشكال الفن تم تغيير وتوثيق تطور الإنسانية والحضارات .

وانتقدت مريم سلامي تفاقم الشعور بالنرجسية لدى الإنسان واللهفة على شراء وافتكاك كل شيء للشعور بالسعادة  في حين انس العادة هي اختيار شخصي وذاتي ولا ننتظره من المجموعة في ظل عالم يعيش ضغطا نفسيا كبيرا أمام حروب وظواهر لا إنسانية معتبرة أن كل مجتمع مسؤول عن خلق أسس سعادته الخاصة .

العلاج  النفسي بزيارة المتاحف والمعالم الأركيولوجية والتاريخية

من جانبها طرحت الاخصائية في الأمراض النفسية والعصبية الدكتورة 'رجاء لبان' طرق العلاج الحياتية التي تمكن الأشخاص من تخفيف الضغوطات النفسية وخلق شعور بالسعادة ومن ذلك العلاج بالفن من خلال ممارسته او حضور العروض الفنية المختلفة للموسيقى والمسرح والسينما والرسم وغيرها.

واستعرضت 'رجاء لبان ' الطريقة الجديدة للعلاج النفسي والشعور بالراحة القائمة على زيارة المعالم  الأركيولوجيا والتاريخية بعدة ولايات تونسية إلى جانب المتاحف منه باردو وقرطاج وغيرها لان الفن طالما اعتبر متنفسا للانسان للتعبير عن ذاته  معتبرة أن إدماج هذه البرامج في المناهج التربوية والترفيهية يساعد الأجيال القادمة في  بناء شخصيتهم والتشبع بتاريخ تونس الثري وبثرائها الحضاري والثقافي .

وبينت أهمية العلاج  بال muséothérapie  الذي  ظهر سنة 2020 في عدة دول منها بريطانيا وأمريكا وكندا وفرنسا واثبت دراسات صادرة سنة 2023 ان العلاج بزيارة المتاحف والمعالم التاريخية تساعد في مقاومة عدة أمراض نفسية وجسدية منها الاكتئاب والإرهاق العملي والأمراض السرطانية والإدمان.

واعتبرت 'رجاء لبان' أن هناك أزمة ثقافية لدى التونسيين وقلة وعي بأهمية الاصطفاف من اجل التمتع بالأنشطة الثقافية والابتعاد على النهم اليومي على استهلاك ما يشبع البطون فقط .
 
من جانبه اعتبر المفكر يوسف الصديق أن بعض المفكرين القدامي يعتبرون أن حالة  النسيان مهمة جدا كعلاج نفسي للتصدي لمشاكل الحياة ومعالجتها  مضيفا أن راحة الجسد هي من تخلق راحة للروح منتقدا اعتبار الإنسان عموما والتونسي بالأساس أن الحل لأي مشكل يمكن أن يأتيه من الخارج في حين انه الوحيد المسوؤل عن تحقيق سعادته النفسية.

هناء السلطاني