languageFrançais

هالة جاب اللّه: وزارة الفلاحة تباطأت في إدارة أزمة الحشرة القرمزية

حمّلت النائبة بالبرلمان هالة جاب اللّه  المسؤولية في تفشّي الحشرة القرمزية بعدد من مناطق الجمهورية إلى وزارة الفلاحة وذلك بسبب عدم نجاعة الخطّة  الوطنيّة التي وضعتها لمكافحة هذه الآفة وتململها في إدارة هذه الأزمة وفق تقديرها.

وعللّت النائبة قولها  بأنّ التدخّل كان بطيئا إذ اقتصر على المداواة الكيميائية والقلع والحرق والردم لمدّة ثلاث سنوات كاملة دون جدوى، لافتة إلى أنّ المقاومة البيولوجية أثبتت نجاعتها في عدد من دول الجوار التي تضررت بمفعول هذه الآفة على غرار المغرب، لكن تونس لم تعتمد هذا الصنف من المقاومة.

وذكّرت جاب الله بأهميّة التين الشوكي ودوره في مقاومة الجفاف فضلا عن كونه مصدر أغذية للإنسان وعلف للحيوان ويُعتمد كمكوّن في الصناعات التجميلية والمكمّلات الغذائية.

 وبيّنت النائبة بالبرلمان عن ولاية سوسة أنّ انتشار الحشرة بمختلف مناطق الجمهورية قد يلقي بظلاله على اقتصاد البلاد بتكبيد حوالي 42 شركة منتصبة في تونس مختصّة في الصناعات التحويلية للتين الشوكي وهي مهيكلة على حوالي 400 هكتار، خسائر كبرى.

تحيين الاستراتيجية الوطنية لمكافخة الحشرة القرمزية بات ضروريا

ودعت جاب الله، في تصريح لموزاييك،خلال انعقاد جلسة عمل بمقر ولاية سوسة حول وضعية تواجد الحشرة القرمزية على غراسات التين الشوكي وأهم التدخّلات المنجزة، وزارة الفلاحة، إلى تحيين الاستراتيجية الوطنية وضبط برنامج واضح لمنع توسّعها والقضاء عليها .
 
كما دعت إلى أخذ الاحتياطات قبيل عيد الإضحى وهي فترة تتنقل فيها الحيوانات بين المناطق والولايات، ما قد يساهم في تكاثر الحشرة، مضيفة أن العوامل المناخية من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة والتي من المنتظر أن تشهدها البلاد في الفترة المقبلة من العوامل المساعدة على تفشي هذه الآفة

مقاومة الحشرة القرمزية ساهم في إهدار المال العام!

من جهته شدّد كاتب عام بلدية مساكن مكرم شويخ على ضرورة التفكير في غراسة أصناف أخرى من التين الشوكي تتميّز بمقاومتها للحشرة القرمزية وقادرة على الإيفاء بتطلّعات الشركات الاقتصادية والمحافظة على الوضعية الايكولوجية وذلك بعد إزالة وتقليع التين الشوكي المتضرر وحرقه بالكامل أو ردمه

وأكد شويخ أن جميع التدخلات أثبت عدم نجاعتها نظرا لسرعة انتشار الحشرة وتفشي العدوى فضلا عن مساهمتها في إهدار المال العام والمجهودات المبذولة.

ويشار إلى أنّه تم اكتشاف أول إصابة بالحشرة القرمزية بمتطقة الفرادة من معتمدية مساكن في أكتوبر 2022، واستمرت عمليّة المداواة الى جوان 2023.

رصد ميزانية 520 ألف دينار لمقاومة انتشار الحشرة في ولاية سوسة 

وأفاد المكلّف بتسيير المندوبية الجهوية للفلاحة بسوسة نجيب الفحل برصد ميزانية بحوالي 520 ألف دينار للقضاء على الحشرة القرمزية بالجهة، وقع تخصيصها لاقتناء الأدوية والمستلزمات وكراء الآلات الثقيلة.

وأكد تدخّل المندوبية الجهوية للفلاحة بسوسة في معتمدية بوفيشة بصفة استباقية وسريعة لمنع انتشار هذه الحشرة حتى لا تتسرّب لولاية نابل.

وأشار إلى وجود مساع من طرف وزارة الفلاحة  لجلب حشرة الدعسوقة من المغرب والأردن لتكثيف أصناف القضاء على الحشرة القرمزية استئناسا بالتجربة في المغرب.
وأضاف أنّ بحوثا علمية بصدد الإجراء حاليا لإيجاد نوعية من التين الشوكي المقاوم لهذه الحشرة.


من جهته أوصى والي سوسة نبيل الفرجاني بضرورة التدخل على مستوى المناطق البلدية بصفة عاجلة والعمل على منع تسرب الحشرة من خلال تكثيف عمليات المراقبة والتنسيق مع الولايات المجاورة 

نقص لوجيستي وتمويلي ساهما في انتشار الآفة

من جانبه اعتبر رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري حسّان اللطيف أنّ النقص اللوجستي والتمويلي ساعدا على انتشار الحشرة القرمزية بشكل مخيف مؤكدا على ضرورة وضع خطة وطنية تتضمن ثلاث مراحل وهي خطة فنيّة وخطة تمويلية لوجستية و خطة عمليّة ميدانية.

إيناس الهمّامي