languageFrançais

سليم اللغماني: المقاربة الأمنية للهجرة ستفشل..وتجربة اليابان يحتذى بها

اعتبر أستاذ القانون الدستوري سليم اللغماني في حوار لبرنامج "جاوب حمزة" الأحد 28 ماي 2023 أنّ المقاربة الأمنية للهجرة ستفشل والسبب أنّه وطوال تاريخها كانت البشرية في حركية دائمة وأنّه لا يمكن ايقاف الحركية الموجودة منذ آلاف السنين، واصفا هذا الأمر بالمستحيل.

وشدّد على أنّ السبب الأساسي للهجرة هو "الفرق بين الفقر والثراء وأنّ الناس تذهب حيث هناك مورد عيش وهذه سنّة الله في خلقه ومختصو الديموغرافيا ييبيّنون ذلك بصفة علمية".

وقال اللغماني إنّه لا يمكن ايقاف تحوّل الشعوب، وأنّ ردود الفعل الأساسية والتي هي أمنية لا يمكن أن تضع حدّا لهذه الظاهرة التي وجدت بوجود البشر.

وأشار إلى أنّ هذه المقاربة الأمنية تعتمد على بناء جدران سواء كانت من من ورق، وهنا يقصد التأشيرات ''فيزا''  أو جدران  حقيقية مثل الجدار الذي يفصل بين سبتة ومليلة في المملكة المغربية الخاضعتين للسلطة الإسبانية وباقي تراب المملكة، والجدار الذي شيّدته سلطات الإحتلال الاسرائيلية في الضفة الغربية والجدار بين بلغاريا وتركيا والجدار على الحدود بين بوتسوانا وزيمبابوي  والجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.

 كما تعتمد هذه المقاربات الأمنية على اتفاقات إعادة المهاجرين لبلدانهم، فضلا عن العملية العسكرية في أعالي البحار في المتوسط ''عملية صوفيا'' التي  قام بها الاتحاد الاوروبي.

واعتبر ضيف ''جاوب حمزة'' أنّ كل المقاربات الأمنية مختلفة الأوجه ستفشل لأنّه لا يمكن ايقاف الحركة. 

ولفت إلى أنّ من يقرّر الهجرة يضع في اعتباره فرضيتين إمّا الموت أو بلوغ هدفه، وهو بخوضه تجربة الهجرة يقبل بإحدى هذين الفرضيتين ولا يبقى في مكانه. 

وأشاد اللغماني بتجربة اليابان في التعامل مع مسألة الهجرة وتقليص الضغط عليها، حيث كانت في أواخر السبعينات دولة جاذبة للمهاجرين باعتبارها الدولة الوحيدة المتقدمة في منطقة جنوب شرق آسيا أنذاك ويقصدها خاصة الكوريون الجنوبيون، فقامت باستثمار العشرات من المليارات من الدولارات لتطوير المنطقة وخلقت حولها دول متقدّمة اقتصاديا على غرار سنغافورة وهونكونغ وتيوان وغيرها وهذه التنانين الاقتصادية التي انخرطت بدورها في تطوير الدول المجاورة لها وخلق قوى صاعدة على غرار ماليزيا واندونيسيا والفيليبين.

وأشار إلى أنّ السياسة التي اعتمدتها اليابان كانت نتيجتها أن قلّصت الضغط عليها من التدفقات الهجرية.